الحرير/
بقلم/حسين الذكر
مع ان الرياضة هي مزاولة أنشطة ترويحية للإنسان على مستوى البدن والروح والفكر ... وتعد نشاطا يمارس بصورة فردية وجماعية ومؤسساتية ..الا انها اخذت بعداً آخر في عالم اليوم ، في ظل مؤسسات المجتمع المتعولم وما تحمله من مضامين تتداخل فيها مع ملفات حياتية مهمة جدا ولا يمكن الاستغناء عنها في نظام المجتمع المدني المتحضر سيما بعد هيمنتها على الراي العام وما يعنيه ذلك في أهمية التحكم وبما يخدم الصالح العام ..
لكل دولة دستور وحكومة تهدف من وراء الرياضة لتحقيق اهداف محددة تدخل ضمن فلسفتها كهواية واحتراف . اهداف محددة دستوريا ومنظمة بقوانين وتحقق اهداف عليا للدولة .. في العراق بناء على وضع المادة (36) في الدستور التي تكفل وتضمن حق ممارسة الرياضة ورعايتها ودعمها من قبل الحكومة .. فالمشرع هنا ينبغي ان ياخذ المصالح العليا للبلد بنظر الاعتبار والتي تكمن من وجهة نظر خاصة بما يلي : -
1- بناء جيل شبابي واع يتمتع باللياقة العامة .
2- توفير بيئة تعنى بخلق مجتمع صحي .
3- توفير مستلزمات الترفيه والسلم الأهلي .
4- تحقيق الإنجاز العالي والتمثيل الدولي المشرف .
5- تهيئة مستلزمات إنجاح احتراف رياضي بما يثمله من بيئة احترافية تتمثل بتوفير فرص عمل وصناعة مال غير هادر للمال العام وتطوير البنى التحتية والفوقية .. فضلا عن بلوغ مستويات عليا من الأداء الفني والانجازي .
بعد عشرين عام من التغيرات وبرغم الأموال المصروفة والجهود المبذولة من جهات ولجان وشخصيات عدة معززة بوسائل إعلامية متعددة ، الا ان الإخفاق والتراوح ظل يهيمن على مقدرات الوسط الرياضي ..
اذ ان اغلب الحكومات التي مرت على العراق وبرغم توفيرها للدعم مالي للرياضيين .. الا انها لا تمتلك خلفية رياضية كافية او خبرة متكاملة تخلق لديها رؤية فلسفة رياضية يمكن ان تسهم بنجاح الدولة وتطور الرياضة .. فضلا عن اعتمادهم على مشورات من داخل الوسط الحزبي او الكتلوي او ( لاعبين ) لا يقووا على المهمة وتنقصهم الخبرة ولا يعرفون اسرار الملف الرياضي وحقيقية توظيفاته العولمية .. لذا لم يوفقوا بمهامهم مكتفين بالكلام والإفادة من مميزات المواقع . نعم كان بعض السادة رؤساء الحكومات الموقرين يمتلكون النية الصادقة والروح الوطنية الا ان المحاصصة والتوافق والفساد العام اخرج خططهم من مسارها .. فقد تم بناء عدد كبير من الملاعب والمنشئات وخصصت أموال طائلة لدعم الرياضيين في جميع المحافظات والأندية ولمختلف الألعاب .. كما تم اتخاذ خطوة جبارة بصدور قرارات تعد بمثابة ثورة إصلاحية حقيقية كان يمكن لها ان تقتلع جذور الفساد الجاثم على المؤسسات لكنها - للأسف الشديد – لم تدرس وتحيط بالابعاد الاجتماعية والضغوطات الخارجية والداخلية وغير ذلك الكثير مما أحبط فحواها وغير مسارها .. مما جعلنا نعاني اكثر بل ان الفاسدين والطارئين والمتشبثين اطمانوا وتقووا لما هم فيه مما زاد الطين بلة .
المطلوب .. دراسة ( رياضية معززة ببعد مجتمعي امني صحي وأخيرا رياضي ) تعطى الوقت الكافي للتعمق والدراسة الشاملة من مختلف الوجوه .. والإفادة من الدعم اللوجستي التام .. للخروج بدراسة وخطة عراقية بيئية غير مستلة من واقع اخر .. فان ما يصلح في مكان لا يعني بالضرورة نجاحه بمكان اخر .. فان النظرة الإصلاحية المنتظرة من الرياضة ليست رياضية – كما يتوهم البعض – انها فلسفة دولة مولودة من مخاض ورحم مجتمع ..