recent
أخبار ساخنة

طلب اعجازي .. على طاولة السماء .. !

الحرير/
بقلم/حسين الذكر
قبل الاف السنين اخذ الحكيم اليوناني ارسطو ( او المعلم كما يسموه كاعلى قيمة علمية وطنية يمكن ان تطلق على حملة العلم ) يذهب الى الحدائق العامة والبراري ومستطلعا الفضاء الشاسع يعزل ويعد النباتات والحيوانات معلنا ولادة علم الإحصاء الذي لا يمكن بدونه الاهتداء الى أي خطط إصلاحية  فضلا عن كونه المعيار الوحيد للتعاطي العقلي مع الملفات اذ يحال بين المرأ مهما كان متعدد المواهب وحسن النوايا انجاز ما يستحق الذكر دون ان يكون لديه مرشد احصائي . هذا ما أكده تنزيل الكتاب الكريم ( وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ ) .. باشارة سماوية واضحة لأهمية هذا العلم وتوصية الانسان باللجوء اليه اذا ما أراد اصلاح نفسه ومجتمعه وتدبير أمور دينه ودنياه .

على سبيل المثال لا الحصر وجدت مدينة ما من مدننا العزيزة بلغ عدد سكانها ما يقارب مليون نسمة يوجد فيها اكثر من الف مركز لبيع الماكولات والخضروات والعصائر الطازجة والمعلبة كما تجاوز عدد المقاهي والكوفيات وصالات الألعاب الفيديو والالكترونية وبائعي السكائر والاركيلة ومستلزماتها ... وما يدور بفلكها ما يفوق التصور .. هذه المدينة عدد محال بيع الكتب والصحف والمجلات لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة .. كما يوجد فيها نادي رياضي واحد شبه معطل عن العمل ..  وقد اختزلت المقارنات التي لا اريد التوسع فيها حد البكاء المضحك كشر بلية وقعنا فيه .. يمكن تلمس من خلال تلك الأرقام مصادر الوعي ومقارنتها بمهالك الانحطاط الحضاري . 

من هنا ينبغي ان لا نستغرب حال الفوضى السائدة والعبثية القائمة والتفاهة المسيطرة حد الاذقان والعمى المضلل الذي خطورته تكمن في طرحه بعنوان الهادي والدليل والمرشد .. فكم يا ترى عدد القراء في بلداننا العربية التي لا اظنها تختلف من حيث الجوهر عن حال تلك المدينة التي تعد انموذج صغير مجتزء من جسد الامة المستهدفة . واذا ما عرفنا أي فضل للقراءة التي جعل الله جل وعلا منها واجبا رسميا وامرا حتميا لا بديل عنه اذ قال : ( أقرا باسم ربك الذي علم بالقلم ) .. في خطاب لا يقبل التاويل ولا يحتاج الى كثير الاجتهاد والفطنة لمعرفة مدلوله والعمل به فطريا وطوعيا .
ان تلك الحالة التي تعيشها الامة بالتأكيد هي ليست نتاج ذاتها ولا بنت رحمها .. ولا رغبة وطائعية تلقائية منها ... بل لم تبلغ ذلك السوء من الأحوال الا بموجب اجندات مرحلية تكمل احدها الأخرى حتى تبلغ ما تريد من صناعة الطوابير التي تمشي على هواها وتقودها لما تريد فتفعل ما لا يرضاه الله معتقدة انها تعبد الله .. فيما يمكن ان نطلق عليه مرض التغريب والتجهيل والامية الدينية والسياسية التي سلبوا منها اجمل واكمل معانيها ودعوا الانسان يتوه في قشور ما فيها .
واذا ما دققنا بالمعان الخطيرة والنتائج المؤلمة لتلك الأرقام .. نقف حائرين في كيفية الخلاص من الواقع والانطلاق مرة أخرى لاعادة سكة الوعي نحو الطريق القويم ..  فاننا سنكون عاجزين عن الاهتداء الى أي حلول ممكنة الا بصورة اعجازية محضة لا تتم الا من خلال العودة الى السماء وعبرها حصرا .. فان الانسان المضلل لا يمكن له ان يهدي الى التي هي أقوم .. فماذا لو تمكن وسيطر وامعن .. 
هنا تكمن علية الاعجاز وفرضية الامل برغم الضلال ووقع الألم .
google-playkhamsatmostaqltradent