الحرير/
بقلم : كمال فتاح حيدر
وجهت ايران ثلاث ضربات في يوم واحد، تضمنت الأهداف التالية:
- إطلاق 4 صواريخ من طراز (خيبر شكن) تجاه مجموعة موالية لإسرائيل في مدينة إدلب بسوريا. .
- إطلاق 11 صاروخا تجاه وكر للموساد في إقليم كردستان العراق. .
- توجيه ضربة مباشرة لمرتزقة (جيش العدل) الذين احتضنتهم الباكستان في إقليم بلوشستان. .
فكان من الطبيعي ان تنطلق الغارات من الباكستان ردا على الضربة الإيرانية. فبصرف النظر عن المواقف التمويهية التي تظهرها الباكستان من وقت لآخر حول تضامنها السطحي مع القضية الفلسطينية، إلا ان ولاءها الحقيقي أصبح منحازا بالكامل إلى العصابات الأمريكية المتحدة التي كان لها الدور الفاعل في الإطاحة بحكومة عمران خان بسبب موقفه المحايد من الحرب الروسية الأوكرانية. .
وهكذا اصبحت المواقف اكثر وضوحا من ذي قبل. وصرنا نرى تعدد القواعد الإمريكية والأوكار الموسادية في المنطقة. .
هنالك 16 قاعدة أمريكية في الأردن، وقواعد في سوريا والعراق. وهنالك اعترافات اسرائيلية بمنتهى الصراحة عن الدور الذي يلعبه الموساد منذ ستينيات القرن الماضي في تدريب وتأهيل وتسليح المليشيات المعادية لإيران. بينما قرر البيت الأبيض توزيع خلايا داعش في زوايا المنطقة لتشويه صورة الإسلام والاعتداء على المسيحيين والايزيديين. والاشتراك في الهجوم الاسرائيلي على غزة. .
فاصبحت لدينا جبهتان:
- جبهة تقودها إسرائيل بدعم من أمريكا وبلدان الناتو والهند والباكستان ومصر والأردن. .
- وجبهة تقودها المقاومة الفلسطينية في غزة بدعم من ايران والحوثيين وحزب الله. .
لسنا مغالين إذا قلنا ان الصحف الإسرائيلية أكثر صراحة ودقة في الحديث عن هذه المحاور بمنتهى الوضوح من دون اللجوء إلى اللف والدوران الذي اعتادت عليه الصحف العربية. وخير دليل على ذلك اعترافات المحامي الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية حول تورط السيسي في إغلاق معبر رفح ومنع المساعدات عن غزة. فالاسرائيليون يتحدثون بلا تردد عن عملاءهم وأوكارهم وعن علاقتهم بداعش وبإقليم كردستان وبالجيش الهندي والباكستاني. . .
اما على الصعيد الأوروبي فكل من يقف ضد أمريكا أو ضد إسرائيل فهو ارهابي. .
فلا تندهشوا من ردود افعال الباكستان في قصفها لإيران، ولا تندهشوا من ردود افعال الهند التي أرسلت بوارجها إلى خليج عدن وطالبت بنزع السلاح من غزة. .