الحرير/
بقلم/ فراس الغضبان الحمداني
على مدى ما يقرب من العقدين من الزمن ونحن نواكب تطورات المشهد الصحفي العراقي الذي كان أسير النظرة الضيقة والتبعية لقرار السلطة وتحول إلى مشهد أكثر جدلية وديناميكية وحيوية وتأثير خاصة بعد التغيير وظهور وسائل الإعلام مختلفة التوجهات والبرامج وأدوات التوصيل والتفاعل . وكان دور نقابة الصحفيين العراقيين مشرفاً ويدعو إلى الفخر والسعادة أن يكون الصحفي العراقي حاضرا في ميادين المواجهة والتأثير وأخذ دوره بصورة تمثلت بالإنفتاح والتدريب والعمل على تطوير القدرات والمهارات التحريرية وزيادة الوعي وتطور الفكر والثقافة . ولم يعد الصحفي وفقاً لهذه المعادلة كما كان قبل عقود مجرد محرر لأخبار ومنسق لصور لإرضاء المسؤول بل تجدد شكل عمله وأصبح أكثر إتصالاً بالناس ودخلت القنوات الفضائية لتوسع حجم الإبداع والحضور . وكذلك تعدد وكالات الأنباء والصحف والمواقع والمدونات الألكترونية التي أصبحت أكثر إلتصاقاً وقرباً من هموم الناس ومعاناتهم المعبرة عن رغبتهم في التغيير والبحث عن الأفضل خاصة مع التلاقح الذي حصل مع المؤسسات الدولية .
وبالفعل فقد غادر العراق نمطية العمل الصحفي الباهتة وتوجه إلى الخارج بقوة وعنفوان وتمكن من جمع العرب على التصويت للسيد مؤيد اللامي ليكون رئيساً لإتحاد الصحفيين العرب وعضواً في المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي للصحافة وشارك في دورات الإتحاد الدولي وإتحاد الصحفيين العرب ، وكان مؤثراً في توجيه القرار في تلك المحافل وحريصاً على تمكين الصحافة العراقية من إثبات حضورها ووجودها الفاعل الذي من غيره لا يمكن للعرب أن يفخروا بعروبتهم لأن العراق جمجمة العرب وغصن السلام برجاله وعطائه وفيض إبداعه وإبتكاره وتمكنه من مواكبة كل تطور وصار مثلاً يحتذى به عند الصحفيين والإعلاميين والمؤسسات الإعلامية في أنحاء العالم المختلفة .
وبعد كل هذه السنوات وكل هذا العطاء لم تخلوا الساحة من الفاشلين وكارهي النجاح وأعداء التقدم والتأثير والتفوق الذين بدأوا حملة شعواء لطعن نقابة الصحفيين بسكاكين الغل والحسد والعداوة وتمني التراجع والنكوص وهو ما لم يحصل بجهود مخلصة من السيد النقيب ومن إدارة النقابة والصحفيين المخلصين والمدركين لأهمية نقابتهم وضرورة حمايتها من الأكاذيب والتخرصات التي لن تنجح في ثني النقابة عن دورها وشجاعتها ووقوفها الصلب مع مطالب الصحفيين المعنوي منها والمادي . وهو ما يجعل النقابة السند الحقيقي للصحفيين والحامي لهم والراعي لطموحاتهم التي تكبر كل يوم وتزداد وتأخذ مديات غير مسبوقة بسبب التطور التكنلوجي وإتساع آفاق المعرفة والتطلع والطموح .
Fialhmdany19572021@gmail.com