recent
أخبار ساخنة

معضلة العبور من المعبر

الحرير/
بقلم : كمال فتاح حيدر 
يسمونه (معبر يوم القيامة)، وله اسماء شعبية متداولة بين الناس والعسكر، نذكر منها: (الفخ)، و (الكمين)، و (بوابه الجحيم)، و (قنطرة الأحزان). لكن اسمه الرسمي المثبت على الخارطة، هو: (معبر رفح) الذي لا يعبّر عن ملامح الفرح. .
هناك حيث تصطف ضباع الابتزاز، وتقف بالمرصاد لتكشر عن أنيابها للراغبين بالعبور، يجد الغزاوي نفسه مضطرا للدفع بالعملة الصعبة، ولا خيار آخر أمامه سوى الدفع لمكاتب الضباط والجنرالات والألوية. فالتسعيرة غير المعلنة هي خمسة آلاف دولار لكل شخص. شريطة ان لا يكون اسمه مدرجا على قوائم الممنوعين من السفر. وهي قوائم يفرضها الطرف الثالث من وقت لآخر. . 
وفي المعبر مبالغ مالية أخرى غير منظورة لابد من دفعها لقادة أجهزة الأمن مقابل تسهيل المرور من خلال وسطاء وسماسرة فلسطينيين ومصريين. .
احياناً يجد عابر السبيل الأبواب موصدة بوجهه بذريعة ان هذا اليوم مخصص فقط للمعتمرين، أو انه مخصص للجرحى، او بذريعة تلقيهم الأوامر العليا الصادرة من حكومة تل أبيب. وفي المعبر أولويات عبثية تتحكم بها المزاجيات المصرية والرغبات الإسرائيلية. فيمارسون الاذلال والتعسف والإساءة والتعطيل والمساءلة مع كل عابر بصرف النظر عن عمره أو جنسه، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن. ناهيك عن الإجراءات الطارئة المشوبة بالمنغصات المفتعلة. .
لم يتغير سلوك الضباع الحدودية في تعاملها الوحشي مع المسافرين الفلسطينيين، حيث تعمد إلى إرجاع معظمهم لأسباب تافهة. وتعمد إلى تبني السياقات السلحفاتية البطيئة القاتلة. .
وفيما يتعلق بمرور المساعدات الإنسانية، فان ما حدث مع سيارات الإسعاف الكويتية يعطيك فكرة واضحة عن حجم الجشع المستشري هناك، فقد استبدلوا السيارات الحديثة بأخرى قديمة ومتهالكة، ربما لانهم كانوا متأكدين من ان إسرائيل ستقصفها وتدمرها أثناء نقلها للجرحى. .
يمثل هذا المعبر حالة فريدة ونادرة لن تجدها في أي منفذ حدودي حول العالم. وهو الآن عبارة عن نافذة ربحية تعسفية قائمة على الابتزاز والإتاوات، وذلك بعلم السلطات المصرية وأمام أنظارها وتحت إشرافها. ولا أمل في تجاوز منغصات هذه العقبة إلا بإخضاع المعبر برمته لهيئة دولية محايدة ومتحضرة. وسوف يبقى الحال البائس على ما هو عليه ما لم تتبدل الإجراءات وتتغير السياقات اللاإنسانية. .
كلمة: من لا يكون معنا في مواجهة العاصفة لا نحتاجه عندما تهدأ الامواج. .
google-playkhamsatmostaqltradent