الحرير/
بقلم/سامي التميمي
كثيراً ماكانت تخطط دوائر الأستخبارات الأمريكية والبريطانية والغربية وحتى الروسية والصين للوصول الى المياه الدافئة ( البحر الأبيض المتوسط وبحر العرب والبحر الأحمر والخليج العربي وخليج عمان ) . لما تمتلكه من مكنونات ومخزونات هائلة من النفط والغاز والهيدروجين والمعادن الأخرى ، لم تكن صدفة بان تتواجد العصابات الصهيونية في أرض فلسطين ، بل كان تخطيط مدبر من قبل أجهزة الأستخبارات البريطانية، لأيجاد وطن بديل لليهود ، وتهجيرهم عبر الترغيب والترهيب من مختلف دول العالم والتخلص منهم وأبعادهم بشكل ممنهج ، وجعل دولة أسرائيل قاعدة كبيرة ومهمة لأمريكا ودول الغرب وعلى رأسهم بريطانيا في قلب وخاصرة الوطن العربي ، لنهب وأستنزاف ثرواته وخيراته .
وكان لابد من زرع الخلافات وبؤر التوتر في تلك المناطق وزعزعة أمنها وأشغالها في صراعات لاتنتهي .
مثل أكراد العراق وسوريا وتركيا وأيران والأمازيغ في المغرب والجزائر وبين المسيحيين والإسلام والعرب والأكراد والسنة والشيعة وباقي الطوائف والملل والأعراق .
وزرع الخلاف بين تركيا واليونان في جزيرة قبرص وجعلها ( قبرص التركية - وقبرص واليونانية ) والخلاف الأن حول أكتشاف الغاز في البحر الأبيض المتوسط وصل لمستوى التهديد والوعيد بأستعمال القوة العسكرية . وقد رفضت تركيا كل الأتفاقات المبرمة بين قبرص اليونانية ومصر وأسرائيل حول أستخراج الغاز .
ولكن قبرص اليونانية تحتمي بعلاقات مهمة مع أسرائيل ودول الغرب وأعطت تراخيص لأستخراج الغاز لشركات كبرى ( أمريكية وفرنسية وأيطالية وروسية ) .
تركيا لم تكتفي بالتهديدات بل أصرت على التنقيب في أستخراج الغاز ، وهذا سبب أمتعاضاً لمصر وأعتبرته أنتهاكاً لحقوقها وهددت بالأعمال العسكرية . لان مصر تعتبر غاز المتوسط ليس مجرد ثروة أقتصادبة كبيرة بل هو تثبيت وأستقرار للحكومة ، ولكن تركيا هددت بالأعمال العسكرية محتمية بتواجدها بحلف الناتو ، ولتأمين نشاطها التنقيبيي .
من ناحية أخرى أسرائيل ، لم توقع معاهدة مع الأمم المتحدة قانون البحار ، وتعتبر أن أجزاء كبيرة تقع ضمن الخارطة الأقتصادية التي رسمها لبنان .
ولبنان يرفض تلك المزاعم بشدة .
ولكن أسرائيل كعادتها تحاول فرض أمر الواقع بقوة السلاح والأستهتار بكل المواثيق والمعاهدات الدولية . فقامت بتعزيز قدرتها العسكرية البحرية ، وتعاقدت على شراء ثلاث غواصات بحرية أمريكية ، وتعزيز قدرتها الصاروخية البحرية ،وكذلك شراء 4 أربع سفن عسكرية بحرية .
روسيا من جانبها أدركت بأن دول الغرب تحاول التخلص من الأعتماد على الغاز الروسي والتوجه الى المنطقة العربية ، فسارعت الى أستئجار قاعدة طرطوس في سوريا لمدة 49 عام ، والتنقيب عن الغاز والنفط في البر والبحر ، لكي تحاصر الغرب من كل مكان .
من ناحية أخرى تصاعدت المنافسة الجيوسياسية بين أمريكا وروسيا ودول الغرب الصين والهند ، بعد أن قدمت الصين مشروع كبير وحيوي ( طريق الحرير ) .
ظهر مشروع آخر مضاد ومنافس بين الهند والولايات المتحدة والسعودية والإمارات وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وتوقيع مذكرة تفاهم لإنشاء الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC)،
ويكون المسار إلى السعودية، ويصل إلى جنوب الأردن، ثم يصل إلى مدينة (حيفا الساحلية الإسرائيلية، ) ومنها إلى (ميناء بيرايوس اليوناني ) بحرا، ومنه إلى أوروبا برا. ويختصر هذا المسار في حال تنفيذه طريق التجارة بين الهند وأوروبا بنسبة ( 40 %) في المئة.
المشروع يهدف إلى إنشاء خطوط للسكك الحديدية، وربط الموانئ البحرية، وتعزيز التبادل التجاري وتمرير البضائع. وكذلك تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب، من أجل تعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، إضافة إلى تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف الضوئية والبصرية.
وقد أكد الرئيس الأميركي ( جو بايدن ) الاتفاق بأنه “سوف يغير قواعد اللعبة”، في وقت تشدد فيه الولايات المتحدة من قواعد التجارة مع الصين وتفتح اتفاقات للتبادل التجاري في مناطق حول العالم، مثل الاتفاق مع فيتنام، وهي مناطق تخشى الإدارة الأميركية من أن تقع أسواقها تحت نفوذ الصين .
ولاننسى بأن هناك قواعد وجيوش أميركية وغربية جميعها مهيأة لأستهداف أمن وإستقرار الشرق الأوسط بأكمله .
وبهذا نعرف حجم المؤامرة على غزة وأهلها ، فهم مصرون على تهجيرهم بشتى الوسائل والسبل ، لأن ساحلها البحري يضم مكمن مهم وكبير للغاز ولأن الطريق والموانئ لطريق الهند ستكون على ذلك الساحل الكبير والمهم .