الحرير/
بقلــم / الأستــاذ الجامعــي أحمــد يحيــى عيســى
لا يخفـى على أحـد ان هناك دعوات كبيــرة لمقاطعـة انتخابـات مجــالس المحافظــات وهـي دعوات صـدرت من جهـات رصينــة ووطنيــة ومجاهــدة ومحترمـــة … وكل من يحتــرم قانــون حريــة التعبيـر والحقـوق المدنيــة للمواطنيــن فانــه مؤمن تمامــا بأن المواطن هـو حـر بصوتــه ولــه كامل الحريـة بالمقاطعـة او الإدلاء بصوتـه وهـو شأن عائــد لرأي كل مواطـن بصـــري …
وهنــا فإننـا في مدينتنــا البصــرة الغاليــة وكرأي شخصـي كمواطن فإننـي اميــل الى ضـرورة المشاركــة الفاعلــة في هـذا الكرنفــال الانتخابــي وهدفنــا صراحــة هـو الحفــاظ على المشـروع الـذي تــم تأسيس بذرتـه فـي محافظــة البصــرة وهنــا نقـول ان الحفاظ على هذا المشروع الذي عايشناه والذي ارتكز على عدة معايير اهمها :
المواطـن البصــري الأصـل أولا وكـل ما عــداه يأتــي بالمرتبــة الثانيــة وهـذا ليس تعنصـر او عنصريـة وانمــا هــي حقوق تعـود مشروعيتهــا للمواطـن البصـري …
المعيـار الثانــي هو ضرورة تقديــم الخدمة للمواطن البصري والحفــاظ على استمرار مشروع الاعمار رغم العواصف والأعاصير التي يواجهها الجالس على كرسي منصب المحافظ
المعيــار الثالث هو القـرار القوي والمستقـل لمحافظــة البصـرة البعيــد عن توجهات الاحزاب المكونة للحكومـة المركزيـة اي ان البصـرة وجب ان تدفـع دفعــا لتكون الرقـم الصعب والمؤثـر في معادلة الدولة العراقية وموازين القوى وهذا لن يتم الا عندما تكون الشخصيات المتصدية لمنصب المحافظ تمتلك كاريزما مقبولة من الجميع وزعيمة نفسها ولايوجد فوقها من يصدر لها القرارات ويفرض عليها اتخاذ المواقف السياسية وان تكون بعيدة كل البعد عن الأدلجة والانسياق المذهبي أو الجهوي.
المعيــار الرابـع يجب التركيز جديا انه في ظل التوترات الحزبية في البصرة برزت الحاجـة وفرضـت علينـا ان يكـون حاكــم البصــرة هو حاكــم وحكـم وقاضـي بين الأطراف المتنازعــة حيث اثبتت الأحداث المتكررة ان حاكم البصرة استطاع قيادة سفينة البصرة سلميا وايقاف النزاعات الحزبية المسلحة خلال ساعات وكان حاكماً وحكماً وقاضياً بين الأطراف المتنازعة من الأقليات المسلحة …
إخوان كرأي شخصي فإننــا نميــل كأغلبيــة من البصريين الأن الى الحفــاظ على المشروع الذي اسسه المهندس اسعــد العيدانــي والمرحلــة الحرجـة الحاليــة تتطلب استمـرار المهندس في منصبــه وهذه رؤية اتفق عليها اغلـب مواطنــي البصـرة من مثقفيـن وأكاديمييـن وفنانيـن وصحفييـن واعلامييـن وقوات أمنيـة وطبقـات فقيــرة ومسحوقـة من المجتمـع البصـري … وهنا لابد لنا من الاشارة انه للحفاظ على المشروع فان هناك ضرورة قصوى للمشاركة الفاعلة في انتخابات مجالس المحافظات كون منصب المحافظ يأتي بالحصول على الأغلبية من المقاعد في مجلس محافظة البصرة . ولايعتقد أحد إن دعوتنا الى الحفاظ على المشروع هو انتقاص من القوائم الأخرى المتنافسة في محافظة البصرة وإنما هي دعوى صادقة للحفاظ على المشروع الإنمائي في البصرة ودعوة خالصة الى انتخاب الشخصيات البصرية الخالصة المرتبطة بتاريخ البصرة العميق في الإرث الحضاري للدولة العراقية الحديثة . وهي دعوى الى انتخاب المدنيين المستقلين البعيدين كل البعد عن التعصب الحزبي والجهوي كون البصرة لن تكون الأن ومستقبلاً أرضاً للصراعات الدموية علي حساب حقوق المواطن البصري الحقيقي.