recent
أخبار ساخنة

الأربعة مليارات .. دستورية ام انتخابية .. !

الحرير/
بقلم/حسين الذكر
هناك نقطتان يجب التأكيد عليهما قبل الخوض في التفاصيل كمقدمة ينبغي ان تفهم من ذوي الاختصاص :- 
الأولى :- تتعلق باهتمام الحكومة بالجانب الكروي من الرياضة على وجه الخصوص .. وهذا حسن وايجابي مع التحفظ على جنبة الحصر والتركيز على كرة القدم دون غيرها من مختلف الألعاب ..
الثانية :- تتعلق بالاحتراف تعريفا ومنهجا وهدفا . اذ ان الاحتراف بمعناه التقليدي المبسط هو عملية شراء وبيع الموهبة الرياضية كاداة لتحقيق السبق بالتنافس الرياضي او ما يسمى بالانجاز .. اما المنهجية فهي الأسلوب الأمثل للاستثمار وصناعة المال ونماؤه في القطاع الرياضي وفقا للقانون .. كذلك ينبغي ان تكون العملية برمتها ليست عشوائية ولا شخصية ولا مصلحية ضيقة بل ينبغي ان تسير بناء على فلسفة معتمدة من قبل الدولة لتحقيق مصلحة وطنية عليا .. وان لا تجاز الا من قبل الجهات الحكومية ولا تتم الا عبر اتفاق يربط العملية برمتها بتحقيق جملة من الأهداف الوطنية العليا من قبيل تحسين البيئة وتوفير فرص عمل وعملية غسل وتثقيف لشرائح مستهدفة واكتشاف ورعاية وتطوير الطاقات والمواهب الخلاقة وكذا ما يتعلق منها بتشجيع ممارسات الصحة المجتمعية وتنشيط حركة الاقتصاد العام وغير ذلك الكثير .. 

قطعا ان ما كتبته أعلاه ليس مجرد تخرصات او شطحات وامنيات طوباوية لا نصيب لها على ارض الواقع – كما يعتقد البعض – بل ان المتتبع لحركة ونشاط فلسفة الاحتراف في العالم المتحضر يجد انها تسير لتحقيق اهداف كثيرة جدا سيما ما يتعلق منها بالأسلحة والحروب الناعمة .. وربما تعد الأهداف التي ذكرتها أعلاه محلقة او عابرة للزمن مقارنة مع اهدافنا وطموحاتنا البسيطة . 
بناء على ما تقدم ممكن ان يطرح السؤال الاتي : ( اين تكمن علة دفع الحكومة العراقية قبل أيام اربع مليارات دينار للاندية المؤسساتية التي تلعب في الدوري الاحترافي في حلته المباركة الجديدة ) .. وهل تم ذلك بموجب خارطة الطريق التي تحدثنا عنها وما هي المعايير والاسس التي تمت بموجبها عملية التوزيع وهل خضعت لمعيار وطني ام اضيق من ذلك .. وهل تم التأكيد على انها منح متابعة مسؤولة مدققة خاضعة لاعلى درجات الرقابة الصارمة لتحقيق اهداف وطنية عليا معدة سلفا ومحددة بعناية فائقة ..
ان كانت هذه الأسس هي التي تم بموجها تصرف الحكومة أموال الشعب لخدمة القطاع الرياضي عامة والكروي منه على وجه الخصوص فاننا نعيش حالة من الرقي الرياضي والفكر الثقافي الوطني العالي بما ينسجم مع روح العولمة ومقتضياتها .. اما اذا لم يحدث الصرف بموجب ذلك -وتحت أي عذر وعنوان كان - فان كل دينار يصرف من استحقاق الشعب دون رقابة وتدقيق ويصب في جميع مخرجاته لخدمة الأهداف الوطنية العليا .. يدخله في خانة الجهل او العبثية او الفساد سيما ذات القصدية منه ..
والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق .. !
google-playkhamsatmostaqltradent