recent
أخبار ساخنة

بغداد عاصمة العشوائيات

الحرير/
 بقلم/فراس الغضبان الحمداني 
 إمتدت الفوضى إلى كل تفاصيل الحياة العراقية وعادت بالمدن والناس إلى 1000 عام إلى الوراء وفي مقدمة ذلك العاصمة بغداد التي تحولت إلى أكبر مجمع للعشوائيات بعد أن أختفت الأحياء الراقية وتحولت إلى أزقة مزدحمة بالسكان تشكو ضعف الخدمات وتعاني من الزحف السكاني والفوضى المعمارية .

كان الناس يأملون ويحلمون بأن تتحول عاصمتهم بعد عام 2003 إلى مدينة راقية تمتد فيها الساحات الخضر وترتفع فيها ناطحات السحاب وفي الحد الأدنى بأنها لا تشابه باريس أو لندن ولكن على الأقل أن تشابه مدنا صحراوية خليجية أصبحت مضرباً للأمثال مثل دبي وقطر ذات التجربة المتجددة ، ولكن غياب الوعي لدى البعض أدى بهم إلى التوسع بالعشوائيات ويتجاوزون على أراضي الدولة ويشيدون الخرائب في قلب مدينة بغداد رغم تعليمات وقوانين أمانة بغداد وأمانة مجلس الوزراء والرئاسات الثلاث وحتى إن مشاريع عملاقة مثل مشروع مجاري بغداد تم تحويل مساره لأن هناك متجاوزين شيدوا بيوتهم على أملاك الدولة وأجبرت الأمانة على تحويل مسار المشروع وإيقاف مشاريع أخرى .

كان هناك تخلف من إقامة مدن جديدة وحديثة لإحتواء هذه الزيادة السكانية فجعلت هذه المجاميع يتقدمهم البعض من سماسرة العقارات أن يزحفوا إلى المدن والأحياء التي كنا نسميها بالراقية وتجاهلوا قوانين الدولة وخاصة التصميم الأساسي للعاصمة وراحوا يقسمون الوحدات السكنية والأراضي إلى كانتونات لا تزيد مساحة الواحدة منها على 50 متراً حيث إن التعليمات كانت تمنع فرز الأراضي التي تقل مساحتها عن 150 أو 100 متراً حفاظاً على جمالية الأحياء السكنية والتخفيف من الكثافة السكانية ولكن تلك الأحياء التي كانت تتميز بالهدوء تعاني الآن من الضجيج لأن الزقاق الواحد الذي كان يضم 10 وحدات سكنية تحول إلى 50 وحدة سكنية بكثافة تشابه قطاع غزة ، وأمتد أصحاب هذه العشوائيات لإبتلاع الأرصفة .

وأخيراً نقول هل تستطيع كل مليارات النفط بعد الآن أن ترسم لنا ملامح عاصمة جديدة وهل يستطيع أحدهم وشركاته الأجنبية العاملة في العراق من إحداث تغيير جمالي في بغداد التي أصبحت موزائيك يضم العجائب والغرائب وأصبحت البنايات المتهالكة تغلف بحلة من الكوبون التركي المزركش منطبقا عليها المثل الشعبي ( من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله ) وأصبح منظر شوارعنا يثير الضحك والتندر بسبب الألوان المتضاربة حيث أصبح كل شارع يمثل نشازاً جمالياً وبصرياً دون ذوق أو هوية تدل على طبيعة المكان وبإختصار شديد فأن بغداد العاصمة التي تغنى وتغزل بها الشعراء والكتاب سابقاً يطلق عليها الآن ( بغداد عاصمة العشوائيات ) .
 Fialhmdany19572021@gmail.com
google-playkhamsatmostaqltradent