recent
أخبار ساخنة

رداً على اتهــامات الشيـخ عـداي الغريـري للجامعـات والسلوكيـات الأخلاقيــة

الحرير/
بقلــم / الأسـتاذ الجامعــي أحمــد يحيـى عيســى

بسم الله الرحمن الرحيم
 قال تعالـى : وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا [ الأحزاب: 58] … صدق الله العلي العظيم ….

وقال سيد الأكرمين محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله في حجّة الوداع حين قام خطيباً بالنّاس فقال:

 (فإنَّ اللَّهَ حَرَّمَ علَيْكُم دِمَاءَكُمْ، وأَمْوَالَكُمْ، وأَعْرَاضَكُمْ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا) … صدق رسول الله .

من حيث المبدأ فان ما تكلم به الشيخ عداي الغريري هو كلام لا يليق وغير مقبول ان يصدر مثل هذا الكلام من منبر مسجد .  وان ما أستند عليه الشيخ في خطبته هي أدلــة وهميــة كما إصطلح على وصفها من قبل المؤسسات القضائية العراقية واعتمدت على كلام احدى المدعيات بكونها طالبة متخفية ولاملامح لها … 

أقول للشيخ عداي التالي … ان أغلب مؤسسات الدولة العراقية نخرها الفساد المالي والاخلاقي والإداري واستشراء ظاهرة الرشوة في أغلب المؤسسات ، وبقيت مؤسسة واحدة في العراق وهي المؤسسة الأكاديمية متمثلة بالجامعات العراقية لم تتلطخ ايديها بالرشوة أو الاستيلاء على المال العام وجاهدت للحفاظ على رصانتها والابتعاد عن المناكفات السياسية …. ورغم انتشار الرشوة في أغلب مؤسسات الدولة ، الا ان اساتذة الجامعات ورغم الظروف والمغريات فلم تتلطخ ايديهم بهذا الفعل المسيء ولو وجدت مثل هذه الظاهرة لانتشرت في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة فالكل يعلم الان ان الكلام مباح … وهذه مقدمة نستهل بها للرد على خطبة الشيخ عداي الغريري بما يتعلق بالإساءة لسمعة الطالبات الجامعيات .

نأتي الى اتهامات الشيخ الغريري للطالبات الجامعيات ، ان الفساد الاخلاقي ان وجد فهو لا يتعدى كونه حالات فردية ولايجوز تعميمها على الجميع … وخلال مدة خدمتي الشخصية في هذا السلك الجامعي وتعاملي مع الطلبة والطالبات فإنني لم الاحظ او اشاهد مثل هذه السلوكيات بل وجدت هناك مجاهدات ومجاهدين من الطالبات والطلبة رغم ظروفهم المالية الصعبة واغتراب بعضهم عن عوائلهم  ، يحاولون اجتياز المرحلة الجامعية بأقل الخسائر … واذكر الشيخ الغريري بأمرين مهمين وكانا اساسيان في محاولة البعض تسقيط سمعة الطالبات والمؤسسات الجامعية العراقية  … 

الامــر الأول … ان انتفاضة تشرين وشرارتها بدأت عندما تم الاعتداء على احدى الطالبات في احدى المظاهرات امام وزارة التعليم العالي وكانت هذه هي نقطة التحول للانتفاض على الواقع المؤلم …. 

الأمــر الثانــي … اذكر الشيخ الغريري ان من حمى انتفاضة تشرين في بغداد والمحافظات هو نزول اصحاب القمصان البيضاء بالألاف للشارع متمثلين بطلبة وطالبات الجامعات ، حيث عندما كانت القمصان البيضاء تصل الى مواقع الاصطدامات فان جميع الجهات تنسحب فورا من ميليشيات وأجهزة أخرى لعلمهم انه عند سقوط قميص ابيض واحد فانه يعادل في تأثيره على الأحداث سقوط العشرات من بقية فئات الشعب العراقي المظلوم . وقد اعطى اصحاب القمصان البيضاء من طلبة وطالبات الجامعات الشهداء والدماء قبل غيرهم في محاولة لتغيير واقع العراق المرير …
أما ما ذكره الشيخ الغريري في اتهاماته وتعليقه على الفيديو الذي تكلمت به إحدى المدعيات بكونها طالبة جامعية خافية لملامحها ووجهها فلايعدو أن يصنف من كونه إحدى البرامج التي اعتدنا عليها من قبل كثير من المنحرفين وأصحاب المحتوى الهابط للحصول على أعلى نسبة من المشاهدات حتى لوكان على حساب الإساءة للمؤسسة الوحيدة التي حافظت على رصانتها ونقاءها في العراق .  

لذلك فإنني كأستاذ جامعي ونيابة عن زملائي الأكاديميين ونيابة عن أبنائي الطلبة والطالبات ، ادين وأستنكر ما ورد في كلام الشيخ الغريري على منبره ،  وأدعو وزارة التعليم العالي والجامعات العراقية بكل امانة وحرص الى اتخاذ الاجراءات القانونية المناسبة للرد على كل من تسول له نفسه الاساءة لحرمة الجامعات مهما كانت مكانته او موقعه الاجتماعي ... لإننا في المستقبل سوف نرى كثير من هذه المحاولات لتسقيط سمعة الجامعات والإساءة اليها إن لم يتم مكافحة هؤلاء بالطرق القانونية والسلمية .
google-playkhamsatmostaqltradent