recent
أخبار ساخنة

قارة البراكين الانقلابية المتلاحقة

الحرير/
بقلم :د. كمال فتاح حيدر 
موجة عارمة من الحروب والانقلابات والمواجهات المسلحة اجتاحت القارة السوداء من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها. . 
تمزق داخلي غير مسيطر عليه بين الأشقاء في الصومال. . علاقات دولية متوترة جدا بين مصر واثيوبيا. . انقسامات متجددة بين الأشقاء في ليبيا. . عمليات خطف واعتقالات لشخصيات عامة في ليبيا. . معارك ضارية تدور رحاها الآن بين الأشقاء من بيت إلى بيت ومن مستشفى إلى مستشفى في ضواحي الخرطوم. . تفرد في السلطة الحاكمة في تونس. . خلافات حدودية معلنة ومتصاعدة بين الاشقاء في المغرب والجزائر. . أزمات دبلوماسية شديدة التعقيد تشعل مواقع التواصل بين الأشقاء في تونس والمغرب. . توتر كبير يسود الأوضاع السياسية في أفريقيا الوسطى. . قوات الدفاع الرواندية تعبر الحدود الكونغولية، وتهاجم قوات أمن الحدود. . تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية المسلحة على حدود كينيا والصومال. . أعصاب مشدودة ومواقف متشنجة في (مالي) تتسبب في تدهور الأوضاع الأمنية ونزوح آلاف المدنيين. . قلق دولي حول كثافة الوجود العسكري الفرنسي في أفريقيا. . انتشار غير مسبوق لقوات فاغنر الروسية في معظم البلدان الافريقية المرشحة للانفجار. . فرنسا تأخذ الحديد من مناجم موريتانيا، وتأخذ اليورانيوم من النيجر، وتأخذ النفط من الغابون، وتأخذ الكوبالت من الكونغو، وتأخذ الخشب من برازافيل، وتأخذ الكاكاو من ساحل العاج. وتفوز بكأس العالم بلاعبين أفارقة. . استعدادات حربية في القواعد البحرية المتحكمة بالمضايق البحرية المحيطة بالقارة الافريقية (مضيق باب المندب - مضيق تيران - مضيق السويس - القرن الأفريقي - رأس الرجاء الصالح - مضيق جبل طارق). . الولايات المتحدة تتحرك ضد المكاسب الروسية في أفريقيا. . متوالية انقلابية تعلن تمردها على النفوذ الفرنسي في القارة، وتعبر عن رغبتها بتعميق العلاقات مع روسيا والصين. . معارك روسية أوروبية وشيكة الوقوع في اماكن متفرقة من إفريقيا. . فرنسا تجلي رعاياها عن النيجر، بعد أيام من انقلاب عسكري هناك وحدوث مظاهرات مناهضة لباريس، وإيقاف تصدير الذهب واليورانيوم إلى فرنسا. ومحاولة آلاف المحتجين اقتحام سفارتها في العاصمة نيامي. . الأنظار تتجه إلى باريس لمعرفة تأثير الانقلاب على مصالحها في الدولة الغنية باليورانيوم المهم لمفاعلاتها النووية، لكن الأنظار لم تغفل أيضا عن موسكو التي يرى البعض أن لها دورا في أزمة النيجر. أو على أقل تقدير تتحين الفرصة لتوجيه ضربة إلى المصالح الغربية على وقع الحرب المستمرة في أوكرانيا. .
تقع النيجر في منطقة مضطربة. تضم اربع قواعد فرنسية، وأخرى امريكية. وكانت هي الملاذ الآمن لفرنسا بعد طردها من (مالي)، حيث اصبحت روسيا الحليف الأقرب لمالي. والى جانب النيجر توجد بوركينا فاسو التي طردت القوات الفرنسية. والى الشرق من النيجر توجد تشاد التي توغلت اليها قوات فاغنر حتى أصبحت مرشحة أكثر من اي وقت مضى لطرد الفرنسيين منها. في حين تفرض روسيا سيطرتها على جمهورية افريقيا الوسطى الرابعة جنوب تشاد. ولروسيا علاقات قوية من اطراف في السودان وليبيا. هذا يعني ان الصراع سوف يستمر إلى أجل غير مسمى في هذه القارة التي تتفجر فيها البراكين الحربية المرتبطة ببؤر التوتر حول العالم، والمرتبطة أيضاً بالتنافس على الموارد الطبيعية و محاولات تحقيق الهيمنة والنفوذ. . .
google-playkhamsatmostaqltradent