الحرير /
بقلم/ عامر جاسم العيداني
إنَّ المهندس أسعد عبد الأمير العيداني محافظ البصرة شخصية تعمل وفق تخطيط شامل ولا يتعامل مع الاستشارات بشكل جامد، وإنما يقوم بعملية تدقيق وفق متغيرات الحالة بشكل مستمر وعدم التوقف عندها، ويدرس كل موضوع بعناية من خلال التجارب للعديد من الجهات خصوصاً على مستوى العالم، ويتعامل مع الأشخاص الذين لديهم توافق مع تفكيره ولهم قدرة عالية من المرونة والتنفيذ بأعلى المستويات، ولا يعطي الوعود جُزافاً وإنّما بعد دراسة وتفكير عميقين لتحقيق أعلى وأفضل إنجاز ويعمل على متابعة التنفيذ، ويمكن أن يقوم بتغيير بعض الأهداف لتواكب المتغيرات التي قد تطرأ عند استمرارية العمل وتعطي المشروع أكثر نفعا بعد الدراسة المعمّقة للمشاريع قبل وأثناء التنفيذ .
ومن المُلاحظ أنّ العيداني يسمع ويقرأ المجتمع ومطالبه ورغباته ويدرسها ويفاجِئه بتقديم الأفضل كلما توفرت له الظروف والتخصيصات المالية أو العمل على الحصول عليها من الحكومة الاتحادية .
إنّ العيداني شخصية نادرة لا تعمل وفق ايدولوجية جامدة كما تعمل بها الأحزاب الاخرى، فهو من تلاميذ المرحوم احمد الجلبي والمؤتمر الوطني، بل يعمل وفق المتغيرات اليومية ومع محركات الأحداث والتطورات السياسية بشكل يحقق أعلى المصالح التي تخدم عمله، وتقديم افضل الخدمات لمدينته، كما أنّ زياراته الخارجية واطلاعه على تجارب العالم من على الواقع أضافت له افكاراً أوسع في وضع الخطط وتنفيذها بأدوات أكثر تطوراً والتعامل مع الشركات التي لها أهداف طويلة الأمد وتريد البقاء إلى أجل غير مسمى في ساحة العمل، وتكريس وجودها وتسجيل بصمة لها في المدينة وتشجيعها على التطور والعمل الأفضل تكنولوجياً.
ومن المعروف أن البراغماتية تفضّل أولوية العمل على المراقبة وأولوية التجربة على المبادئ والأفكار النظرية، وتضمّ أولئك الذين يعتقدون أنّ صحة مسألةٍ ما أو مذهبٍ معينٍ يعتمد على إمكانية تطبيقه عمليًّا، وأنّ الأفكار غير العملية مرفوضةٌ بالنسبةِ إليهم، وهذه تُعتبر افكاراً حيّة لدى العيداني وحاضرة دوما معه في كل أعماله اليومية، حيث إنّ العالم الذي نعرفه من خلال التجربة الشخصية هو عالمٌ دائم التغير والتحول، أي أنه خالٍ تماماً من الدوام والثبات المطلق، وتشكل الحوادث غير المتوقعة أو الصُدف جزءً لا يتجزأ من الحياة والتي اتفق تفكيره معها من أجل ديمومة عمله واستمرارية تعديل الأهداف للوصول إلى أكبر واعظم انجاز .