الحرير/
بقلم : د. كمال فتاح حيدر
ظلت الحكومات العربية حتى وقت قريب لا تسمح لضباط الشرطة والجيش بالزواج من اجنبيات حتى لا تتسرب أسرارها المتسربة قبل تأسيس الحكومات نفسها. .
اذكر (من نافلة القول): اننا اثناء اداءنا الخدمة العسكرية الإلزامية كانوا يسألوننا: من فيكم متزوج أجنبية ؟، فتقدم احد الجنود، وكان من ابناء البادية الجنوبية. قال لهم: انا متزوج من أجنبية،. فسألوه: كيف ؟. قال لهم: أنا من قبيلة (مطير) وهي اجنبية من قبيلة (الظفير). فضحكت الكتيبة كلها. وقالوا له: ليس هذا هو المقصود، فالاجنبية تعني غير العربية. .
المثير للدهشة ان المملكة العربية السعودية اصدرت تعليمات تقضي بعدم السماح بالزوج من غير السعوديات إلا بموافقة الحكومة، التي تبنت حزمة من الإجراءات والقوانين لتنظيم زواج المواطنين السعوديين من غير السعوديات (حتى لو كانت من مجلس التعاون)، وزواج المواطنات السعوديات من غير السعوديين (حتى لو كان من مجلس التعاون)، وفرضت غرامات مالية في حالة اكتشاف أنّ الزواج قد تم دون الحصول على تصريح رسمي. .
ومن القوانين أيضاً أنه يتم السماح بالزواج لمن كان مولده في المملكة العربية السعودية، ولكن من والدين غير سعوديين يمتلكون الإقامة السارية في المملكة، كما أنه يجب أن يكون غير السعودي الذي يريد الزواج قد أقام في المملكة لمدة لا تقل عن 5 سنوات متوالية قبل تقديمه لطلب الزواج، وتعتبر العقوبات التي يتم تطبيقها عند الزواج بشكل مخالف هي إجراءات تأديبية من قبل ديوان المظالم السعودي؛ لأن الزواج يعتبر غير موثّق من الجهات المختصة. .
وتبنت الحكومة المصرية قرارات تقضي بعدم توثيق عقد الزواج لمن لم يبلغ 18 سنة ميلادية (وليست هجرية)، ولا تجوز المصادقة على العقد المذكور. وأوجب القانون المصري على المأذون إخطار النيابة العامة بحيثيات الزواج الذى يكون أحد طرفيه لم يبلغ 18 سنة وقت الزواج. ويعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة، وغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه، ولا تزيد على 200 ألف جنيه، كل من تزوج أو زوَّج ذكرا أو أنثى، لم يبلغ أي منهما 18 سنة، وقت الزواج. .
وبالتالي لا مجال للحب بعد الآن، ولا عشق، ولا غرام ولا هيام، ولا كلام فارغ، ولا حتى إعجاب إلا بموافقة الحكومة وبترخيص رسمي مصدق وموثق، وربما تصدر تعديلات لاحقة على كلمات الاغاني العربية القديمة، ومنع تداولها لأنها تتقاطع مع القوانين والتشريعات النافذة. ويتعين على الشعراء والملحنين والمطربين مراجعة اجهزة أمن الدولة قبل ارتكاب المخالفات وقبل انتهاك شروط الحب التي اقرتها الحكومات العربية. .
ولله في خلقه شؤون. . .