الحرير/
بقلم/حسين الذكر
منذ السبعينات كنت اتابع مباريات المنتخبات الوطنية والأندية في الملاعب او عبر الشاشة والإذاعة آنذاك .. وقد كنا نسمع الكثير من الالفاظ المخدشة للحياء والمفردات السوقية الفاحشة .. لكنها كانت محصورة في نطاق ضيق جدا بسبب مركزية الدولة ومتابعتها والقضاء الفوري على أي مسعى من هذا القبيل فرديا كان او – جماعي – ومحاولة جعلها ظاهرة مستشرية في الملاعب اذ كانت تؤد في محلها وتصدر العقوبات المشددة التي حجمت حد التلاشي تلك المحاولات ..
لكن بعد 2003 في ظل الاحتلال الغاشم الظالم .. والديمقراطية الهشة وضعف المركزية وإشاعة اجواء التساهل والانفلات ورواج الاجندات الداخلية والخارجية لالحاق الضرر بالعراق وأهله خصوصا شبابه وملاعبه التي تعد وسيلة مهمة للنشر والتاثير على الراي العام ... سيما في ظل تساهل الجهات المعنية وعدم اتخاذ وسائل رادعة او إشاعة ثقافة مضادة وتوجيه وطني وتربوي بهذا الاتجاه .
في خبر يعد لنا طريف وربما لا تنشره ولا تتناقله وسائل الاعلام الرياضية والشبابية والثقافية ... مع أهميته القصوى ورمزيته ودلالته الكبرى .. اذ اختارت مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية أفضل 10 أناشيد للأندية في العالم يغنيها ويرددها عشاقها خلال المباريات من المدرجات وتصدر نادي ليفربول الإنكليزي الذي تحول إلى أنشودة عالمية بعنوان ( لن تسير لوحدك أبداً ) ..فيما حل ثانياً نشيد نادي روما الإيطالي ( روما روما ) حبا وتعبيرا عن عراقة المدينة وناديها .. ثم جاء نشيد نادي الوداد البيضاوي المغربي ثالثا بانشودته ( دائما سنفوز ) .. الذي يعبر عن تفاؤل الجمهور الأحمر للوداد وقدرة فريقه على تحقيق الانتصارات.
في الأسبوع الماضي تناولت في عمودي الصحفي مقال عن أهمية ترديد لاعبي المنتخبات الوطنية نشيدهم الوطني بصورة صحيحة تتطابق مع ( نوطات اللحن ) .. كي يظهر صالحا ويلهب الحماس ويردد بشكل مؤثر وتصل رسالته الى الاخرين .. وذلك ما بلغني به الموسيقار الملحن محمد هادي وقد تناقشنا المحور بشكل مستفيض .. وقد فوجئت ان احد الاخوة المتابعين من المغرب الشقيق ( سيمون الطنجاوي ) الذي قرا مقالتي بإحدى الكروبات العربية .. كتب تعليقا شيقا على موضوعي بشكل اثار انتباهي ، قائلا : ( ان اغلب الأندية المغربية لها أناشيد ثابتة منذ سنوات طويلة وهي لا تحصر كلماتها وتعابيرها في القطاع الرياضي والكروي فحسب ... بل هي عنوان لما يعنيه النادي من انتماء وطني وتعبير قومي واخلاقي وقيمي .. اذ بعضهم يتحدث عما يتعرض له شباب المغرب المهاجرون وكذلك عن حب الوطن والدفاع عن القيم الأخلاقية والدينية .. بل ان القضايا العربية مثل فلسطين حاضرة في صميم أناشيد بعض الأندية وكذا حث الشباب على المنافسة والعطاء والانتصار والتقدم العلمي والثقافي والفني ..) وغير ذلك الكثير مما سمعته ويعد بمثابة ترجمان لما حققه المنتخب المغربي الشقيق في مونديال الدوحة .. وما حازه وتوج به بقية الابطال المغاربة في مختلف الألعاب الرياضية والاولمبية ... غير ذلك من مواقف ثقافية وادبية وفنية مغربية تعبر عن الانتماء والوعي والرسوخ المبدئي لاشقائنا الذين لا ينفصلون عن امتهم وجذورهم ولحمتهم ابدا .