الحرير/
بقلم/حسين الذكر
كنت انظر بسذاجة حد التصديق الى منطق وشعار الدولة تاكل أبناؤها .. حيث تم تصوير المشهد الثوري بانه مجرد صراع على المناصب والمصالح لا يختلف كثيرا عن منطق اللصوص الذين يتقاتلوا لاحقا على الغنيمة .. وبهذه القسوة وشناعة التوصيف الذي يلحق الرموز الثورية التي تضحي بالغالي والنفيس من اجل مباديء آمنت بها وخمرتها وتربت عليها ونادت بها ... حتى أصبحت تسير بهداها وتسعى الى تحقيقها ..
مسيرة التاريخ التي تعرفت على بعض اسرارها من خلال ترابط الاحداث والتعمق بجزء معين من تلك المسيرة الموغلة بالشفرات والغموض بما يكفي الافصاح عن كثير من اسراره .. حتى تكشفت براءة الثورات من دم أبنائها .. فما جري هو بمثابة تصفية حسابات خارج منطق الثورة بل بخيوطها الظلامية التي ما ان تحقق النجاح حتى تبدا بتصفية الرؤوس التي لا تنسجم مع خطها وتتعارض مع أهدافها .. فتبدا بازاحة كل من يقف بوجهها وهي تمتلك الاسرار والقوة الكافية والمبررة لاتهام أي عنصر مهما علت رمزيته بل والاطاحة به دون ان تسكب لاجله دمعة او يذكره ذاكر ... للأسف هو ذاك منطق التاريخ ..
بعد 2003 وفيما دخلت الحرب الطائفية والارهابية حيزها وبدا ازيز الرصاص يصفي الحسابات كل وفقا لاجنداته الخارجية وادواته الداخلية .. بصورة جعلت المؤسسات تفرغ من اغلب عناصرها ورموزها الذين اما هجروا او هاجروا او اغتيلوا او ركنوا جانبا للسلامة او هرموا واعتزلوا او كرهوا الحياة وفضلوا النسيان والتهميش على الخوض بزمان يعتقدون انه لم يعد زمانهم ولا يلائم مبادئهم ..
بعد الاستقرار النسبي تغيرت الكثير من هيئات المؤسسات الرياضية كل حسب ظروف المرشحين وجاءت إدارات جديدة اغلبها ما زال قائما .. وقد عاشوا المرحلة الثورية ان جازت التسمية – بمعزل عن التقييم والأدوات - .. ثم استقر الواقع وأصبحت الأمور لا تتحمل البقاء على ما هي عليه من الثورية وشعارتها ... بعد ان افتعل الاغتنام والحيازة والخبرة والميدان والتنافس ... دورا هاما اصبح من خلاله الكثير رموزا وقادة لاندية ومؤسسات .. وقد اصبحوا بخير كثير على مستويات عدة تتطلب التغيير في العقليات والمناهج ..
فقد آن لهم التحول من الثورة الى الدولة : بمعنى تغيير الأسلحة من مصادر القوة المتاحة والمنطق المستخدم خلال سنوات خلت الى سلاح المؤسسات وفن ادارتها سيما وان الاحتراف قد دخل حيز التنفيذ او بصوره البدائية .. لكن يعول عليه بضرورة إعادة قراءة المشهد بعين واقعية والتمنطق بالمستقبل وقواه المتحكمة لمن يريد ان يبقى رياضيا ويسهم ببناء المؤسسة والوسط والوطن بصورة عامة .. وهي فرصة كبيرة لاثبات وعي الانسان وفهمه للمتغيرات والعمل بموجبها .. فلا يمكن ( للمستقوي) .. ان يبقى على طول الخط .. مهما كانت قواه – فلو دامت لغيرك ما وصلت اليك – ..
والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق !