الحرير/
بقلم/الكاتب والاكاديمي حيدر علي الاسدي
في ظل الظروف العصيبة التي تعيشها المنطقة الخليجية والعالم اجمع وبخاصة في عراقنا الحبيب تجيء بطولة كاس الخليج العربي 25 في البصرة نافذة امل مشرعة لتوحيد الصفوف كافة تحت يافطة (خليجنا واحد) وتعيد العراق مرة أخرى وبقوة الى منظومة البلدان الخليجية بعد ان عانينا من العزلة لسنوات طويلة ، وها هي اليوم البصرة تحتضن الاشقاء من مختلف البلدان وترفع شعار ( البصرة ديرتكم...هلة ومية هلة بالي اجانا) ويفتح شيوخ العشائر دواوينهم امام أبناء الخليج ، فضلا عن اطلاق الشباب البصري لمبادرة 2000 منزلاً مجانا لإسكان ضيوف البصرة خلال بطولة الخليج بدلا من السكن في الفنادق ، ناهيك عن تدفق أبناء الخليج واستمتاعهم هذه الايام بالأجواء الساحرة لكورنيش البصرة وطيبة البصرة وأهلها ، فما ان يرى البائع او سائق التاكسي او صاحب المطعم ان الزبون خليجي يرفض ان يتقاضى الاجر ، وهذا ما ابهر الاخوة الخليج وصاروا يتغنون بالكرم البصري المفرط ، اليوم وفي أجواء المساء الجميلة على كورنيش البصرة نجد الكويتي يجلس مع العراقي والسعودي يتسامر مع القطري واليمني يتجاذب الحديث مع البحريني وهكذا صارت البصرة محط استقطاب ونافذة للمحبة والتعايش والاخوة ، ان بطولة كأس الخليج ليس ببعدها الرياضي وحسب ، بل تضم بين جوانحها البعد الاجتماعي ، نظراً لما يربط بلدان الخليج من أواصر نسب ومحبة وجذور واحدة عبر (التاريخ المشترك ، والدين المشترك والقومية المشتركة، والعشائر والأعراف المشتركة، والتراث والثقافة المشتركة) كل هذه المشتركات نجدها في أجواء بطولة كاس الخليج والتي اعادت البهجة والضحكة للصرة مرة أخرى بعد ان عانت لسنوات من ويلات ومعاناة ، ها هي بصرتنا وعراقنا يفتح ذراعيه من جديد لإخوته ليرسم صورة معبرة عن خليج واحد ويفتح لنا افاقاً جديدة من الحب والتعاون والأنشطة المختلفة القادمة بين بلدان الخليج الواحد، هذه البطولة رسمت مساراً جديداً للحياة الاجتماعية العراقية ، فهي بوابة من بوابات إعادة الالق لأبناء الخليج الواحد من دون فواصل او خطوط تفرقة من دون كل البيروقراطية المملة ، مثلما فتحنا لهم الأبواب مشرعة بالحب والسلام والتعايش حتماً سيكون المقابل بنفس الحب والود، والقادم اجمل لنا جميعا، طوبى لبصرتنا فالكل صار يتغنى بكرمها وحضنها الدافئ.