الحرير /
بقلم/ كاظم فنجان الحمامي
عندما نتحدث عن تجارب الحكومات في اقتلاع جذور الانتماء الوطني، تعود إلى أذهاننا حملات اجتثاث جذور العراقيين من الأرض التي نشئوا وترعرعوا عليها. .
واسمحوا لي باستعراض بعض الصور المؤلمة لحملات اقتلاع جذور المواطنين:-
- بدأت الحملات منذ عقود بتقسيم الشعب إلى طبقات وفئات ومجاميع قومية بموجب البيانات المدونة رسميا في بطاقاتهم التعريفية، التي كانت مقسمة الى صنفين رئيسيين؛ تبعية عثمانية، وتبعية فارسية. .
- تلتها حملات التهجير القسري بطرق متعددة وبسنوات متباعدة، بدأت بتهجير اليهود من كل المدن العراقية، تلتها حملة تهجير التبعية الفارسية، ثم تلتها حملات اضطهاد الايزيديين وسبي نساءهم، ثم حملات تضييق الخناق على المسيحيين من كافة الطوائف، وتدمير كنائسهم، وحملات تضييق الخناق على الصابئة المندائيين. .
- ثم دخلنا في نفق المناطقية فصار لقب (الشروگية) يطلق على ابناء الجنوب كافة، ثم شرعت قنواتنا الفضائية (وفي مقدمتها الشرقية) عبر برنامج (أطراف الحديث) بالانتقاص من تاريخ سكان الأهوار، والتشكيك بعروبتهم. .
- ولعب السياسيون لعبتين، كانت الاولى عندما تمسكوا بالمحاصصة التي استبعدت أصحاب المهارات وذوي الكفاءات، وكانت الثانية بتسريح ثلاث مواليد مرة واحدة بقانون التقاعد القسري، الذي وضع ربع مليون عائلة تحت خط الفقر. .
- وجاءت مرحلة الفوضى وغياب الأمن والسلاح المنفلت، والقتل على الهوية، وشيوع الأحكام العشائرية لتمثل آخر الخناجر المغروسة في قلوب المواطنين، فاضطروا للهجرة والبحث عن الملاذ الآمن. .
يحدث هذا في العراق أمام انظار الدولة ورجالها، بينما نجد العكس في المدن الخليجية التي قطعت شوطا عظيما في اعلاء شأن المواطن، واحتضان الوافدين القادمين اليها من كل حدب وصوب. فقد بلغ تعداد جنسيات الوافدين في الإمارات أكثر من مائتي جنسية. تتوفر لهم جميعا كل مقومات العيش الرغيد، وذلك في ظل حكومتها الذكية القادرة على غرس جذور الثقة والاطمئنان في قلوب المواطنين والوافدين على حد سواء. .
اما في العراق فلن تتوفر لك أبسط مقومات العيش في البلد الذي تنتمي اليه، فهناك اكثر من عامل يجعلك تفكر مليون مرة في البحث عن الأرض التي تقضي فيها بقية عمرك. .