الحرير/
بقلم/د.محمد العبادي
من وسط حلكة الظلام الدامس لمعت عيون الحكومة الصهيونية الجديدة.
تتألف هذه الحكومة من أشد النّاس عداوة للذين آمنوا ؛فهي تضم ( ٦) من الأحزاب اليمينية كالليكود ،وشاس،والقوة اليهودية،ويهودت هتوراه ،والصهيونية الدينية،ونوعام.
وقد اعترف الإعلام الرسمي بأنّها الأكثر يمينية في تاريخ الدولة التجميعية لليهود.
ويكفي أن نشير إلى أن وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير له تاريخ طويل في الأعمال الإرهابية ،وقدمت ضده (٥٠) لائحة إتهام ،منها ( ٨) جنائية مضافاً إلى خفة موازينه وسلوكه المشاغب، وبناءً على طيشه وسجله الأسود رفض الجيش تجنيده .
نعم إنّها حكومة عدائية وهجومية بإمتياز ،ومضافاً إلى سوداوية وسادية أحزابها؛ يمكن ملاحظة محتوى خطاب رئيسها نتنياهو في جلسته الأولى حيث حدد اربعة أهداف لها :( الأول - التصدي لإيران،وهذا أمر وجودي وسنحرص على وجودنا وأمننا. والثاني: إعادة الأمن والحكم داخل دولة إسرائيل و...)
لقد جعل نتنياهو( التصدي لإيران) على رأس أهداف حكومته،وقد سل سيف البغي ضدها وضد حلفائها.
إيران إلتقطت الإشارة وأعلنت على لسان أكثر من مسؤول بأنّها سترد وبقوة وحزم على إحتمال أي خطأ يرتكبه الأمريكان والصهاينة ،وهي متوثبة وقد أعدت عدتها وحالياً لديها مناورات كبرى ( مناورات ذو الفقار) في شرق مضيق هرمز وعلى مساحة واسعة تشترك فيها مختلف صنوف الجيش.
حركة حماس هي الأخرى إلتقطت أجهزة الإستشعار عندها مايضمره العدو وصرّح الناطق بإسم الحركة حازم قاسم بأنّ ( المقاومة الفلسطينية لن تسمح لحكومة الإحتلال الفاشية الجديدة بتجاوز الخطوط الحمراء والتغول على شعبنا ومقدساتنا).
إنّ رئيس حكومة الإحتلال الإسرائيلي وافق على هذه التشكيلة، لأنّه يحترف العداء لإيران ومحور المقاومة،ولديه سجل حافل في قتل العلماء النووين الايرانيين وكثير من قادة المقاومة وفي توسيع الاستيطان وقضم الأراضي الفلسطينية والعربية،وينبغي على إيران ومحورها أن يعملوا بتنسيق وجهوزية عالية ليس للدفاع ؛ بل بالهجوم الدفاعي وأظن أن في تصريح الناطق بإسم حركة حماس ما يشير إلى ذلك حيث قال ان( هذا الواقع يتطلب الإسراع في بناء جبهة مقاومة بمفهومها الشامل).
ان إيران ومحور المقاومة معنيون بأنّ يأخذوا الحد الأقصى لماتعنيه كلمات نتنياهو وأن يدرسوا طبيعة عقله وتفكيره والساحات التي سيتحرك فيها ،وأخذ زمام المبادرة لسلب قدرته وتحجيم عدوانه .