recent
أخبار ساخنة

ثرواتنا الطينية المتروكة

الحرير/
بقلم: كاظم فنجان الحمامي 
من المؤكد انكم ستسخرون من العنوان، فهو فعلا يبعث على التهكم، ولكن ربما ستغيرون رأيكم إذا علمتم ان الموارد المالية الإجمالية التي حققتها الصين من صناعاتها الطينية بلغت في العام الماضي 29.4 مليار دولار بالتمام والكمال. .
وربما لا تعلمون ان التراكمات الغرينية في قيعان أهوارنا وانهارنا وجداولنا تعد من أنقى المواد الطينية الصالحة لصناعة الأواني الخزفية والسيراميكية، لكن مصيبتنا تكمن في أدمغة أصحاب العقول المعطوبة، الذين يرفضون أي فكرة صناعية أو إنتاجية حتى لو لم تكلفهم فلساً واحداً، فالسهل الرسوبي العراقي الذي يمثل الحاضنة الجغرافية الكبرى لتراكمات الأطيان والصلصال (طين خاوة)، منذ العصر السومري الأول، لم تُستثمر حتى الآن، ولا توجد لدينا الآن صناعة محلية تعنى بهذه الحرفة التي انقرضت تقريبا، بعد انحسار صناعة القرب والجرار (جمع جَرة) والأطباق والأوعية الفخارية. . 
فعلى الرغم من بيئتنا الطينية الممتلئة بالأتربة الحمراء والبيضاء، وبيوتنا الطينية، وحياتنا (المطينة بستين طينة)، لم تفكر وزارة الصناعة في استثمار تلك الثروات المتاحة، ولم تفكر بنقل تقنيات هذه الصناعة المنزلية المربحة من الصين إلى العراق. .
من هنا أناشد اتحاد الصناعات العراقي، وادعوهم لمتابعة الأفلام الوثائقية، (الصينية واليابانية والكورية والمكسيكية والبلجيكية والروسية)، التي تعكس تطور الصناعات الخزفية، وتقنياتها البسيطة، ومنتوجاتها الرائعة. .
أنها صناعة مربحة قوامها الطين والماء والموهبة والذكاء، وتغطي احتياجاتنا المحلية، وتفتح آفاق الإبداع والتخصص، فاذا كانت الصين وحدها تجني المليارات كل عام، فما المانع من إقامة الدورات، وصناعة الآلات والمعدات اللازمة لتدوير قاعدة العمل (Pottery wheel)، إضافة إلى أدوات الصقل والتجسيم والتشكيل، ومواد التزجيج. .
وتذكروا ان صناعة الخزف في المغرب العربي عبارة عن تراث مربح تصونه قطعة من الطين. .
فصناعة الآنية الخزفية تتطلب أهتمام الدولة ورعايتها، أما أن تصير محترفا في صناعة الخزف فذلك يحتاج دعما وتوجيها من الاتحاد. .
google-playkhamsatmostaqltradent