recent
أخبار ساخنة

لمحات من تاريخ سلاح البحرية في ولاية البصرة / الجزء العاشر

الحرير/ 
بقلم: كاظم فنجان الحمامي 
ابتهج الناس بوصول السفن الحربية إلى البصرة، وكانوا يتابعون تحركاتها وهي تجري تدريباتها اليومية بين منعطفات شط العرب، ولم تلبث بضعة أيام حتى باشرت بإجراء مناوراتها الشهرية في خليج البصرة، وما أن حل عام 1867 حتى كانت السفينة الحربية (أزمير) في طليعة القافلة البحرية التي انطلقت في موسم الحج من ميناء البصرة صوب ميناء جدة، وعلى الرغم من انتهاء موسم الحج ظلت السفينة راسية هناك نزولاً عند رغبة أمير الحجاز الشريف علي بن محمد بن عبدالمعين بن عون (1833- 1870)، وذلك لاستخدامها في تنفيذ بعض المهمات المرتبطة بأمن التجارة البحرية في حوض البحر الأحمر، إضافة إلى تكليفها بمهمة إرسال ضباط من الحجاز لضمان ولاء الشخصيات البارزة في منطقتي الشحر والمكلا، على ان يتم اصطحاب الضباط عند عودتهم على متن السفينة (إزمير)، وأن يبقى الضباط في جدة بعد انتهاء المفاوضات، لكن الظروف الطارئة وقتذاك تطلبت نقل اولئك الضباط مرة أخرى إلى ميناء الحديدة، وقد أسهمت تلك التحركات في استتباب الأمن في المكلا عام 1868، الأمر الذي جعل أمير الحجاز يطالب بابقاء السفينة الحربية في جدة، على الرغم من مطالبات والي البصرة بعودتها إلى شط العرب، لكنها عادت إلى اسطنبول في مايو 1870 للخضوع الى الصيانة العامة وتجديد اسلحتها، وفي نهاية شهر كانون الأول من عام 1871 كانت السفينة الحربية (بورصة) بحاجة الى إصلاح معداتها الحربية ودفتها وآلاتها وغلاياتها (مراجلها البخارية)، وذلك على نفقة ولاية البصرة. .
نذكر أيضا ان الإمبراطورية العثمانية بدأت تلفظ انفاسها في تلك الأيام، فعلى الرغم من ان قوتها البحرية تعاظمت في عهد السلطان عبد العزيز الثاني. لكنها لم تحظ بالاهتمام اللازم في عهد عبد الحميد، فقد تأخرت كثيراً، وحاولت سد هذه الفجوة من خلال تعزيزها بالسفن المشتراة من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة. .
نذكر ايضا ان السلطان عبد العزيز كان يخطط لإنشاء بحرية جديدة، فاشترى العديد من السفن. ويقال إن البحرية في زمنه كانت ثالث أكبر بحرية في العالم. لكنها لم تُبنى على وفق الخطط والاسس الإستراتيجية المدروسة، وهذا هو سبب تراجعها عام 1876 إلى مستويات متدنية بسبب مخاوف السلطان على العرش والهيكل العام للاستبداد. لدرجة أن اللورد الأول للأدميرالية البريطانية (ويليام بالمر)، الذي جاء للاطلاع على البحرية العثمانية، كتب في تقريره: (لا يوجد شيء اسمه سلاح البحرية)، في الوقت الذي تطورت فيه السفن الحربية، وظهرت السفن المدرعة في جميع أنحاء العالم. .
ونرفق لكم صورة لبعض المؤلفات التي تناولت هذا الموضوع باللغة التركية. .
والحديث ذو شجون.
google-playkhamsatmostaqltradent