recent
أخبار ساخنة

لمحات من تاريخ القوة البحرية العراقية / الجزء الثاني

 


الحرير/

بقلم: كاظم فنجان الحمامي 

توسعت رقعة المساحات التي تجوبها سفن القوة البحرية في حوض الخليج منذ عام 1863 بعد صدور قانون التجارة البحرية، الذي صادق عليه السلطان سليم الأول وقتذاك، واللافت للنظر ان هذا القانون ظل ساري المفعول حتى يومنا هذا ونحن الآن في عام 2022، وتأكيداً على ما تقدم صادق العراق مرة أخرى رسميا عام 1917 على نفاذية هذا القانون، وذلك قبل إصدار بيان سير السفن في المياه الداخلية لعام 1919. بمعنى آخر ان القوة البحرية في العراق كانت تمارس دورها الملاحي في التحكم بتحركات السفن القادمة والمغادرة طيلة القرون الماضية، على الرغم من انها كانت موجودة قبل ذلك التاريخ بسنوات، وكانت تابعة لولاية البصرة، ومقرها في مرفأ العشار قرب جامع المقام، على مسافة ليست بعيدة عن الداكير، في بناية مهيبة تتصدرها سارية عالية مغروسة في باحتها الأمامية. .

تجدر الإشارة ان الخليج العربي كان يحمل اسم (خليج البصرة)، وكان يكتب في الخرائط الملاحية (بصرة خورفزي). أو Basra Körfezi باللغة العثمانية، وكانت مسؤوليات القوة البحرية تنسحب على جميع المرافئ والبنادر من شط العرب ولغاية رأس مسندم، الموجود حاليا في سلطنة عمان عند مضيق هرمز، وبالتالي فأن جميع المرافئ القديمة على إمتداد الساحل العربي في حوض الخليج كانت خاضعة بالكامل لقيادة القوة البحرية التي حملت وقتذاك اسم (Deniz Komutanlığı). 

ولم يكن دورها مقتصرا على حماية السفن التجارية، بل كانت هي المسؤولة عن متابعة عمل الفنارات الساحلية، وتنويرها، ورسم الخرائط الملاحية، وكانت الفنارات المقامة على النقاط الساحلية عبارة عن أبـراج خشبية عاليـة الارتفاع، يمكن مشاهدتها من مسافات بعيدة في عرض البحر، وتضاء ليلا بإضرام النيران، عن طريق إشعال المحروقات الطبيعية التي كانت توضع في وعاء معدني كبير مثبت فوق كل برج. .

ولعبت القوة البحرية دورا ريادياً كبيراً في مرافقة السفن المدنية المكلفة بعمليات المسح الهيدروغرافي من مضيق هرمز إلى الفاو، وذلك تمهيدا لمد خطوط وأسلاك التلغراف، التي استلمتها ولاية البصرة من بريطانيا، وكانت الاسلاك بطول 1250 ميل بحري، حيث جاءتها من انكلترا على ظهر مجموعة من البواخر، أذكر منها الباخرة (Marianne Moore). .

وفي عام 1864 باشرت القوة البحرية باستخدام منظومات الاتصال البرقي بين الفاو والهند. وكانت دائرة التلغراف في الفاو تابعة لها. . 

هذا نزر يسير من تاريخ عريق وطويل لعبته القوة البحرية في القرون الماضية. .

وبالتالي يتعين على الجهات المعنية تكليف لجنة مؤلفة من العناصر التي تجيد اللغة العثمانية القديمة في البحث عن الوثائق المحفوظة في مكتبة اسطنبول، وإعادة كتابة تاريخ قوتنا البحرية الذي يعكس عظمة هذه القوة في القرون الماضية. .

وسوف نكمل حديثنا عنها في الاجزاء اللاحقة ان شاء الله. .

google-playkhamsatmostaqltradent