recent
أخبار ساخنة

من تاريخ القوة البحرية العراقية / الجزء الثالث

الحرير/
بقلم: كاظم فنجان الحمامي 
استكمالا للاجزاء السابقة وفي ضوء ما عثرنا عليه في المتحف البحري بمدينة اسطنبول، نذكر انه بتاريخ 24 سبتمبر من عام 1865، انطلقت السفينة الحربية (أزمير) من اسطنبول إلى البصرة، وبعدها بعام واحد تقريباً، أي بتاريخ 3 ديسمبر من عام 1866 غادرت السفينة الحربية (بورصة) من اسطنبول إلى البصرة، في رحلة طويلة وشاقة استمرت 15 شهراً، قطعتا فيها البحر الابيض المتوسط، وعبرتا مضيق جبل طارق، وتوقفتا في اسبانيا، ثم وصلتا ميناء كيب تاون. فرأس الرجاء الصالح، وهي المرة الأولى في التاريخ العثماني التي تتحرك فيها سفن حربية بهذا الحجم، وتسلك هذه المسارات الطويلة وصولا إلى البصرة عبر المحيط الهندي وبحر العرب وخليج عمان وخليج البصرة. .
وهنالك أكثر من دراسة موثقة في المكتبة البحرية التركية بمدينة اسطنبول تتطرق إلى تفاصيل هذه الرحلة التي التحقت فيها تلك السفن الحربية بالقاعدة البحرية التابعة لولاية البصرة. .
ومن بين تلك الدراسات، نذكر الدراسة التي أعدها المهندس والإمام (عبد الرحمن أفندي)، الذي كان مكلفا وقتذاك باعدادها بالتعاون مع العميد البحري أحمد بك). وهذه الدراسة مدعومة بوثائق أرشيفية، ومحفوظة في متحف التاريخ البحري، وهناك وثائق أخرى أكثر اهمية حول مواصفات الطرادات العثمانية التي التحقت باسطول البصرة، والأموال التي انفقتها ولاية البصرة لصيانة سفنها الحربية وتجديدها، لجعلها قادرة على مواجهة التهديدات البرتغالية والهولندية في حوض الخليج، لكن الإمبراطورية العثمانية فقدت سيطرتها السياسية الكاملة في مراحل لاحقة على بغداد والبصرة، وأصابها الضعف والوهن تدريجيا، فتعاقبت عناصر السلطات المحلية على إدارة سفن الاسطول الذي توزعت مرافئه في منعطفات شط العرب، بين أرصفة العشار قرب الداكير، وفي الجزيرة البحرية المرتبطة بناحية السيبة مقابل عبادان، ومرفأ الواصلية، وفي منطقة المخراق. . 
وسوف نكمل حديثنا عن تاريخ قوتنا البحرية في الاجزاء اللاحقة ان شاء الله. .
google-playkhamsatmostaqltradent