الحرير/
بقلم/علاء عبددلي اللهيبي
العراق بلد الحضارات العظيم ، بلد الصبر ، وصناعة المجد التليد ، والذي يستمر قوياً رغم المحن والتحديات والمصاعب التي تتوالى وتزداد وتشتد ولا تتوقف ، فيتكالب عليه المتكالبون ، والذين يروجون لفكرة الهيمنة عليه ، والسيطرة الكاملة دون تردد ، ودون تأخير ، وتسارع غريب أدى إلى حدوث مشاكل لاحدود لها أدت إلى ضياع فرص تاريخية كبيرة كان يمكن أن تنتقل به إلى مصاف الدول المستقرة الناهضة والمتقدمة التي تعتمد القدرات الخاصة .
هذا البلد العظيم يتهاوى للأسف بفعل سلوك سياسي غير متوازن حيث تداعت الطبقة السياسية إلى نوع من السباق على المناصب والمكاسب ، وفتحت الباب لقوى خارجية لتفعل فعلها الشنيع في تمزيق وحدته ونسيجه الإجتماعي على أساس قومي وطائفي ما زال العراقيون يدفعون ثمناً باهظاً بسبب ذلك ، حيث توقفت عجلة الإنماء والتطوير والبناء والإعمار وسرقت ملايين الدولارات والمليارات لحساب سياسيين ومفسدين إستغلوا ظروف المحنة التي عصفت به وغياب الرقابة وسلطة الدولة وعدم القدرة على حماية الأموال العامة.
مايزال السياسيون منشغلون بالحصول على تلك المكاسب الرخيصة والدنيئة لأنها لا تحمي ولا تحصن أحداً أمام المساءلة والملاحقة القانونية ولكنهم أيضاً أهملوا الشعب ولم يوازنوا بين مصالحهم ومصالح الشعب وإنحازوا لشهواتهم تلك حتى وصلنا إلى مرحلة متقدمة من الخراب والضياع والتدمير للبنية التحتية التي هي أساس حفظ كرامة الناس وراحتهم وإحتياجاتهم الخاصة كالماء والكهرباء والصحة والتعليم والتربية والطرق ، وكل المتطلبات المعروفة في المجتمعات الإنسانية التي لا غنى عنها ولا تكون الدولة دولة حقيقية ما لم تضمن توفير متطلبات الحياة الكريمة والحرة التي ينشدها الناس الطبيعيون .
بعد كل ذلك صار الناس لا يطيقون العيش في البيئة العراقية ويريدون مغادرتها حيث لا تتوفر شروط حياة طبيعية وممكنة وحيث لا طاقة للناس بما يعانونه من تلك العذابات والمحن والإبتلاءات التي تزداد للأسف وتشتد وطأتها وقسوتها وما تخلفه من نكبات وويلات ومعها المزيد من الخسارات التي يصعب تجاوزها وتقليل تبعاتها التي لا يمكن أن نتفاداها ما لم نتصرف بحكمة ولكي لا ينهار وطننا العزيز ونضطر لنقول للناس أخرجوا من العراق لتسلموا بريشاتكم .