الحرير/
بقلم/الدكتور معراج أحمد معراج الندوي
الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها
جامعة عالية ،كولكاتا - الهند
merajjnu@gmail.com
قولي يا شمس.. من هو الله...؟ وأنت تضيء العالم منذ الأزل، نورك الله عندما خلق هذا الكون، الأرض والسماء، البحر والبر، وأنت تنور الدنيا منذ يوم خلقت..هل تعرفين من هو الله...؟ ولماذ خلق الله هذا العالم الوسيع...؟ قالت الشمس:"لم يعد حاجة إلى تكرار الإجابات..."أتابع تقليب الصفحات الضوئية مستعرضا نظام اليوميات، الصفحات كلها تبدأ بتاريخ اليوم والشهر والسنة، كل صفحة من صفحات اليوميات تبدأ وتنتهي بهذه الأسئلة..
أنا أشعر بأن الوقت يداهمني، وعلىً أن أخبرك بما لن يخبرك به غيري، أقول لك حكاية، هي حكايتي، بل حكايتك وحكاية كل الناس، إنها قصة الحب لا أمل من أن اكررها، وأن أرددها على مسامع قلبي... أنا الذي لا يحكي الحب إلا لحبه، ولا العشق إلا لعشقه، أنا الذي لا يصبح ولا يمسي إلا على صداه.. لكن ما يشفع لي أن الأرض كوكب نيبل دائر يرقص ويترنح يقاوم من أجل أن يجعل من الشرق غربا ومن الغرب شرقا.
إن العطش وحده يعلمنا لذة الماء، والحرارة تعلمنا لذة البرد ومعنى الشتاء ولياليه الباردة، هي ذا الحكمة التي لم أتوقف عن تعلمها من هذه الحياة التي كلما كرهت ازددت حبا بها، كنت أسير تحت سيول الخريف، وأنا ألعب بالكلمات وأغنى الحياة كالعجوز التي تشتهي الموت ولا تتحدث إلا عن طفولتها..
أقول لك:"إن الله مطلق الكون...احفظ كل كلمة أقولها لك في هذه الحزمة عن ظهر قلب.. وأنت الجنين الأول من نوعه وبطريقة تكوينه منذ أكثر من ألف عام في تاريخ الكون. كانت الأرض في بداية التاريخ جميلة، لكن البشر أفسدوا كل شيئ بشرورهم، وحروبهم، وتطاحنهم، الدماء الحمراء أغرقت الأماكن كلها، وأفسدت الألوان جميعها، والبشر أنواع، جلهم من خليط الشر والخير، وقليل فقط مخلوقون من الحروف والكلمات، فكلما اكتشف البشر المزيد من أسباب الحياة والسعادة، سارعوا إلى البحث عن قتل هذه السعادة.
أما أنا.. فأحب الله قوة خالقة لهذا العالم، لأنه وحده يجمعنا في هذه اللحظات، ولأنه وحده يصر على وجودنا بالقوة. الحب هو البعد الأهم في تشكيل معالم وجودنا، الحب وحده الكفيل بإحياء هذا الموات، الحب وحده هو القادر على خلق عالم جديد. ألا تعرف من هو الله... ؟ إنه تلك القوة التي تملأ عليك الظلمات نورا، وتشعرك بأن هناك قوة خفية ترعاك، فتأنس بها من وحشة العالم.
شاء الله أن يكون هناك إنسان على وجه الأرض فيجب أن تكون هناك شمس، ولكي يكون هناك معنى لوجود شمس، يجب أن يكون هناك إنسان، هذه المعادلة الصعبة والسهلة هو البعد الخامس للأشياء، فالحب هوالبعد الخامس للوجود.
يوم جديد ولا جواب للأسئلة، جيل جديد يأتي ويتساءل هذا السؤال مرار وتكرارا من هو االله..؟ ونبية الكلمة أخرجته كما أخرجت الكثيرين من ظلمات الإلحاد والكفر إلى فراديس من نور الإيمان، بل تفيض من إيمان نفسها وجلاء ما اكتشفت من حقيقة على الناس أجمعين، وتمتطي كلماتها وموهبتها لتعبر بهم جميعا نحو الله، ولذلك سمي بالله....