recent
أخبار ساخنة

ماذا حدث في كوردستان !؟

الحرير/

بقلم ✍️ عمر الناصر 

توجهت الى مطار ارلاندا في ستوكهولم في صباح ٢٥ /٥ من عام ٢٠٠٨ متجهاً الى العراق عن طريق مطار اربيل في اقليم كردستان، وعادة ما تحدث بعض المواقف ، خلال الطيران عادة تكون هنالك مواقف طريفة ومنها مايكون مزعجاً ، عند جلوسي بمقعدي في منتصف الطائرة جلس لجانبي شخصان احدهم كبيراً بالسن ، وقد لفت انتباهي اليه نسبة الشبه الكبير  الموجود بينه وبين والدي ( رحمه الله ) ، والاخر متوسط العمر وقد كنت حائراً في تشبيهه ولم اتجرأ انذاك ان اقول له، فارتأيت الصمت  علّ الطيران يفتح ابوابا للحوار نتجاذب من خلالها اطراف الحديث . او يكون النوم سلطان في هكذا رحلات نستغل الفرصة فيها لجعل الطريق اقصر ، غلبني النعاس ، ولم اشعر بعدها الا بصوت يقول لي : 

الطعام امامك كاكا  ....  فتحت عيناي واذا بهذه الشيبة الطيبة ياخذ الطعام من مضيفة الطائرة ويقدمه لي ... فابتسمت وقدمت له الشكر والامتنان انذاك .. وبدأت عندها مراسيم الحوار تاخذ مسارهاً بالتعارف  .. ودار الحديث : 
عرفته باسمي  ..فقال لي اسمي ابو حسين وكنت في زياره للسويد .

انا : هذه هي المرة الاولى التي ساذهب بها الى اربيل عن طريق الطيران .. ولا اعرف كيف اذهب الى شقلاوة .. شلون تكدر تساعدني اخذ تكسي من المطار كوني لا اتكلم الكوردي بصورة جيدة ؟ 

ابو حسين : لا تقلق اهلا وسهلا بك ساساعدك بذلك فانت ضيف كريم ..

انا : اكون ممنون جداً لجنابكم ... ودخل على الخط الشخص الذي يجلس لجانبه مبتسماً ولديه ( شامة ) على خده ... القى عليه السلام مبتسماً بحراره وتبادلنا الحديث دون معرفة الأسماء ..

ابو حسين : هل يوجد لديك اقارب في اربيل ؟ 
انا : للاسف ....ليس لدي احد هناك وانا اليوم في سفرة سياحية وبعدها انطلق الى بغداد ...
هبطت الطائرة وبعد ان توقفت وبدأ الركاب بالنزول لملمت مافي جعبتي من اغراض ،وكعادتي كنت على عجل وهو يبتسم لي ويقول : انتظر لنترك الجميع ينزل ... 

بهذه الاثناء نظرت مجددا من خلال النافذة واذا بسيارة مظلله سوداء اللون مع عدد من الحمايات تتوقف لجانب باص المسافرين .. وبدانا بالنزول وانا اسبق ابو حسين في النزول امامه الى الباص ... ولم التفت الى الخلف اطلاقاً وقبل ان اصعد الباص ، واذا بصوت يقول لي : كاكا عمر تفضل الى هذه السيارة رجاءاً ... !

واذا بالشخص الذي كان يجلس معنا يناديني لان اركب السيارة المظللة ، الصدمة الاولى وقعها كان في عنصر المفاجاة لكوني اصبت باحراج شديد بسبب طلبي، واكتشفت بانه مسؤول كبير في حكومة الاقليم. 

اخذوا الحمايات حقيبتي وجواز سفري واتجهت السيارة بنا الى قاعة الشرف وانا في قمة الاحراج من ذلك الموقف ، واذا بشخصيات مهمه قد تهيأت لاستقبالنا ، جلسنا لعشر دقائق وبعدها طلبوا منا التوجه الى السيارة بعد ان اعتذر لي ابو حسين وقال ( ارجوا ان تعذرني لانك تأخرت بسببي ). فاخبرته ( استميحك عذراً فلم اعرف ان سؤالي عن سيارة التاكسي سيسبب لكم هذه الارباك ) ..

انذاك تدخل الشخص الذي كان برفقته في الطائرة واخبرني (( كاكا عمر اعتقد بأنك متفاجئ جداً ولم تعرف الى هذه اللحظة مع من انت الان  ، كاكا ابو حسين هو احدى الشخصيات المهمة البارزة في الحزب الديموقراطي الكوردستاني وانا ( احد ابناء بيت السيد ملا مصطفى البرازاني ) .!! فازداد الموقف احراجاً لي وامتزجت مشاعر الخجل مع ذلك الاحراج بسبب هذا الموقف..
توجهت السيارات الى منتجع صلاح الدين وفي اعلى الجبل ترجل ابو حسين من السيارة ، وذهب بصورة شخصية الى احدى سيارات الاجرة وطلب من صاحبها ان يوصلني الى شقلاوة ودفع اجور التاكسي وقال : 

ابني العزيز… اعتذر منك كثيراً فانت ضيف عندنا ولن استطيع ان ابقى معك اليوم ، لكون اجتماعاتي كثيرة ... اتمنى ان اراك قريباً وسلامي لاهل بغداد ...

ما اود الاشارة اليه ، هو ان بعض الجهات تحاول جاهدة شق عصى البيت العراقي والاخوة العربية الكوردية ، وهذا الموقف احدى الحقائق المغيبة او التي تم تغييبها عمداً لغرض احداث شرخ بين ابناء الوطن والدم الواحد ...

انتهى …
google-playkhamsatmostaqltradent