الحرير/
بقلم/حسن حنظل النصار
أن التسول هو ظاهرة غير حضارية في المجتمعات المتقدمة لكونه يعكس إدارة الدولة السلبي وعدم وجود قانون اقتصادي يوزع ثروات الدولة بشكل سليم على جميع شرائح المجتمع ويعبر عن فشل ذريع في أحترام حقوق الإنسان والفشل في ذلك يؤدي إلى ظهور مراكز ونفوذ مالي واضح وفيه تنعدم الطبقة الوسطى وتبقى طبقتين الفارق فيها شاسع هي طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء ومن هنا تبدأ القصة في العراق .
العراق أغنى بلد لأفقر شعب وهذا ناتج عن فشل إدارة وقيادة الدولة ووضع الأشخاص غير المناسبين في مراكز إقتصادية مهمة لايستطيعون إدارة المنصب الذي يحتلونه مع مايحتاجه المواطن من متطلبات العيش الكريم ويسبب هذا الى حالة الفقر المتقع بحيث لاتتمكن العائلة العراقيةمن ترتيب ميزانيتها الإقتصادية بالنسبة لضعف مدخولها المادي وزيادة وارتفاع الأسعار للمواد الغذائية وبدلات الايجار ومتطلبات الحياة الأخرى عندها تلجأ العائلة العراقية الفقيرة إلى التسول البعض يقترح وبدون النظر إلى الأسباب بأصدار قانون بألقاء القبض وسجن المتسولين ومن وجهة نظري ليس الجميع لأن التسول عدة أنواع النوع الأول هو الحاجة الفعلية للشحذ لسد متطلبات العيش وهذه ممكن معالجتها عن طريق التكافل الاجتماعي ووزارة العمل والشؤون الإجتماعية وتخصيص مجمعات سكنية لهم وكذلك تخصيص رواتب رعاية إجتماعية بعد تشكيل لجان نزيهة لمتابعة هذا النوع والإطلاع على ظروفهم الاجتماعية والنوع الثاني الذين هم ليس لديهم عوز مالي أو اقتصادي وإنما هو نوع من أنواع الأمراض النفسية في إيجاد الطرق السهلة للحصول على المال وهذا أيضا يعالج بتشكيل لجان متخصصة في الأمراض النفسية لجمعهم جميعا بعد الإطلاع لكل واحد من هؤلاء على الظروف الخاصة به ومعالجته أما النوع الاخر والاخير من المتسولين وهو الأهم هؤلاء المتسولين أما أن يكونوا قد اختطفوا من قبل عصابات الجريمة المنظمة وأصبحوا تحت التهديد يتسولون لجمع الأموال لهذه العصابات الإجرامية ومجبرون على التسول هؤلاء أيضا لهم طرق معالجة وتكون على احتوائهم والإطلاع على من يقف ورائهم من عصابات وتشكيل قوة أمنية لإلقاء القبض عليهم وزجهم في السجون لينالوا جزائهم العادل أما في مايخص إصدار قانون وسجن النوعين الأولين سيزيد الطين بلة بدل أن نعالجهم سنزيدهم قهرا وسيتحولون إلى مجرمين في المستقبل وسنزيد ونشغل المؤسسات الأمنية بأمور إضافية .والسبب الأساس هو الفساد المالي .