recent
أخبار ساخنة

(السيدة واو) مسيح على صليب النُقاد ..

 


الحرير/

بقلم ـ أحمد سعدون البزوني / العراق

حينما تبلُغك الحقيقة تلُزمك الصمت، لأن الحقيقة بلا كلمات .. لذا أعلنت مريم الصمت حينما جاءت بالحقيقة؛ (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا * فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا)

حملة الكاتبة (وفاء بوعتّور) حقيقةً لن يَتَحَملَّوها، دخلت على قومها وهي تحملُ بين يديها السيدة واو ، إنها الحقيقة بعينها.. وما لا يتحملوها فصلبوها بإقلام مُعبرين النُقد .

حينها تركت وفاء الحقيقة نفسَها تكلمهم .. 

الصمتُ صومٌ لدى (بوعتّور)، صوم وجودي بإمتياز.

إن لفظة فكرة الإنسان دلالة على أنه المُميز بإرادة ووعي إذن لماذا نحن مُضطهدون وفي نقدنا وتعليقاتنا رائحة الحقد . مُستبعدين (روحية الحب)، يعني مجموعة العمليات العقلية الروحية التي تجعل القلب في حالة اطمئنان وسلامة من آفات الواقع المتخلف . فحب النص او الكاتب يجب أن يمر من خلال الشعور بالمسؤولية المشتركة بيننا كأدباء ومثقفين لأنه يعني الإنسانية من خلالنا . عندما نتحدث عن التجديد الفكري لا نقصد به البديل إنما المطلوب التسلح بالوعي والتدبر العصري لفهم النص ومعطياته في الحياة . اما (الحرية) أن نتحرر من الجهل والتخلف الفكري وإتباع وتقليد الاخرين في افكارهم وسلوكهم وحركاتهم لأنها جميعا عبودية وانغلاق على مبدأ التحرر .

فأن الحرية هي أن نكون في الموقف الذي نملك الجرأة على إطلاق قدراتنا الإنسانية العقلية بما يخدم واقعنا الأدبي والفكري واالإنساني .

ومن الأخطاء أن نتهم  الكاتبة بأنها خلقت أزمة او إشكالية، إنما ذلك الخطأ فينا لأننا لم نستطع أن نستوعب ونفهم فكرة النص ومحتواه الروحي والفني والجمالي ، مُتناسين الواعز النصي للكاتبة، مُعتمدين على النقد الشفوي او الظاهري الذي قارناه في كتابها او جدارها الازرق . فهنا نستخدم لغة التقييد والتكميم مصطحبين اعذارنا الذكورية والمجتمعية لمواجه النص بدون ترك مساحة للفكرة المطروحة كي تكون حكماً فاصلاً بين الكاتب والناقد، اكرر (الناقد) الناقد الواعي الحديث الذي يفقه الحداثة ودراسة السبب والمُسببات، علماً ان جميع النُقاد لا يصلون الى ( المعنى في قلب الشاعر ) .



google-playkhamsatmostaqltradent