بقلم/كاظم فنجان الحمامي
في سلطنة عمان يمنحونك ما تشاء من الأراضي لإقامة مشروعك الصناعي بقيمة نصف ريال عماني للمتر المربع الواحد، وفي العراق وعلى الرغم من كل القوانين والقرارات التي أقرتها الدولة لدعم الصناعات الوطنية وتشجيعها، إلا انك تصطدم دائماً بأصحاب العقول المشفرة، الذين توارثوا طباع الرفض والتعطيل والتسويف والتأجيل، فما ان تبدأ بمراجعتهم لغرض شراء الأرض التي ستقيم عليها مشروعك الصناعي حتى يطلبوا منك جلب صورة مصدقة من جميع المستندات والموافقات والخرائط والمخططات، ثم يعطونك موعداً بعيداً لمراجعتهم، لكنهم يعتذرون لك بعد أسابيع وأسابيع من المراجعات المضنية، ويقولون لك ان ملفك مفقود مفقود وطريقك مسدود مسدود، ثم يخبرونك بعد البحث الطويل انهم عثروا على اضبارتك مرمية في خزانة موصدة من خزانات المحافظات الجنوبية، لكنها ستصلك مبعثرة وممزقة فتضطر لتجديدها وإعادة ترتيبها، ثم تتعرض للضياع مرات ومرات، وفي كل مرة تأتيك ممزقة ومبعثرة، ويتعين عليك اكمالها وتوضيبها وترتيبها. ثم يطلبوا منك أستدعاء صاحب الأرض، فتأتيهم به مرة ومرتين وثلاث مرات، وتمر عليك سنوات وأنت تحوم في هذه الدوامة، ولن تكتمل هذه الإجراءات الماراثونية، حتى تقطع الأمل ويحين الأجل، فتعود بخُفي حُنين إلى المربع الأول من دون جدوى، ومن دون ان تعلم ما الذي تريده منك دائرة عقارات الدولة، عندئذٍ تخوض معركتك وحدك مع المعقبين والسماسرة والوسطاء، ولن تنتهي المعركة حتى تفرغ ما في جيوبك، وتلفظ آخر أنفاسك، وتنتقل الى العالم الآخر رحمك الله.