recent
أخبار ساخنة

نجوم دفنوا تحت تراب مقبرة الصليبيخات الكويتية


 الحرير/

بقلم/فراس الغضبان الحمداني 

بعض قبور متناثرة ، هذا آخر ما بقي دليلا على وجود ذكر ، وليس حياة لمجموعة من الفنانين الكويتيين الذين ملؤا الحياة العربية صخبا وضحكا وعبرة منذ سبعينيات القرن الماضي حتى رحيلهم المتتابع في أوائل القرن الحادي والعشرين .

وصلت الكويت في مطلع فبراير 2018 للمشاركة في المؤتمر الدولي للمانحين والمؤتمر الدولي ضد الإرهاب الذي أقامتهم دولة الكويت الشقيقة التي تعيش إزدهارا إقتصاديا وحركة تجارية كبيرة ونشاطا سياسيا ورياضيا متميزين مع تصاعد الخلافات في الإقليم المجاور والنزاعات العنيفة في الشرق الأوسط حيث تبذل الإمارة جهودا مضنية لتهدئة الأجواء بين الأشقاء ، ومحاولة مساعدة العراق في العودة إلى وضعه الطبيعي في المنطقة والعالم كشريك في صناعة السلام .

راودتني هواجس مختلفة وأنا أتجول في مدينة الكويت المزدهرة والمتألقة بالأنوار والأضواء المبهرة وحركة الأسواق والناس الطامحين والمسرعين لكسب رزقهم ، والمشاركة في نشاطات متعددة في أوجه حياة عديدة ، وكنت إضافة الى رغبتي في متابعة مجريات مؤتمر المانحين الدوليين ومؤتمر ضد الإرهاب ، حيث كانت لدي أمنية في زيارة أشخاص كنت أتوق للقائهم وهم أحياء لكنهم رحلوا الى العالم الآخر قبل أن تتحقق الأمنية تلك وها أنا قريب منهم لكنني لن أستطيع النظر في وجوههم ، ولا سماع كلماتهم ، ولا الحديث إليهم وإزعاجهم ، أو الإستمتاع بفنهم وصخبهم ، وطريقة تعاملهم .

طلبت إلى مرافقي وهو عسكري سائق من الديوان الأميري إيصالي إلى المقبرة الكبيرة التي تضم رفاة عشرات آلاف الذين غادروا الحياة في حوادث وظروف مختلفة خلال سنين طويلة وهم ينتظرون المزيد من القادمين الجدد الذين لا يعرفون توقيتات محددة للقدوم إلى هذا المكان الضاج بالصمت والسكينة والعبرة ، وكان هدفي بعض القبور التي تضم رفاة فنانين كويتيين معروفين كنت مندهشا بضحكاتهم وكلماتهم وأدوارهم في مسلسلات وتمثيليات تلفزيونية ومسرحيات فريدة ما تزال عالقة في الذاكرة .

مقبرة الصليبيخات أكبر مقبرة في دولة الكويت ، تم دفن فيها العديد من الأموات منذ ستينات القرن الماضي تقريباً إلى الآن ، تنقسم المقبرة إلى مقبرتين ، المقبرة السنية والمقبرة الشيعية ( المقبرة الجعفرية ) ، سميت بهذا الاسم لوجودها في منطقة الصليبيخات في شمال شرق الكويت ، ولشهداء الكويت مقبرة خاصة في المقبرة .

وهي مقبرة ممتدة وواسعة ومنفتحة على الصحراء وكانت الشواهد تعلوا القبور المندرسة في قسم كبير من المقبرة بينما تبدو القبور الأخرى فارهة ومصفوفة بطرق هندسية وتعلوها الرايات الخضر والسود ، وحين سألت أحد المسؤولين عن المقبرة لماذا تبدو القبور هكذا ؟ أجاب : إن السنة يضعون موتاهم في قبور مندرسة ، بينما يهتم الشيعة بتلك القبور بطريقة مختلفة ، وهي رؤية تعتمد بعض الأفكار الدينية في النظرة إلى الحياة والموت والآخرة ودفن فيها العديد من أمراء الكويت السابقون منهم : عبد الله السالم الصباح ، صباح السالم الصباح ، جابر الأحمد الصباح ، سعد العبد الله الصباح ، ودفن فيها العديد من رجال الفن والأدب منهم : عبد الحسين عبد الرضا ، فائق عبد الجليل ، غانم الصالح ، خالد النفيسي ، علي المفيدي ، أحمد الصالح ، منصور المنصور ، والفنانة الرائعة مريم الغضبان ، ودفن فيها العديد من الشخصيات السياسية منهم : جاسم محمد الخرافي ، جاسم حمد الصقر ، ناصر الخرافي ، أحمد الربعي ، وعدد من المشاهير بالكويت منهم : براك المرزوق ، فوزي المجادي ، عبدالرحمن السميط ، سعود الورع .

زرت أولا قبر الفنان عبد الحسين عبد الرضا الذي ولد في 15 يوليو 1939 ممثل كويتي كوميدي ، يعتبر من أشهر الفنانين الخليجيين والعرب ، وتم إعتباره من رواد فن التمثيل في منطقة الخليج العربي وأحد قلائل الممثلين في الخليج الذين أبدعوا في التمثيل .

ولد في منطقة شرق في الكويت لأب يعمل بحارًا ، وهو السابع من بين أخوته الأربعة عشر ، تلقى تعليمه في الكويت حتى مرحلة الثانوية العامة وذلك في مدرستي المباركية والأحمدية عمل في وزارة الإرشاد والأنباء ، ثم سافر في بعثة إلى مصر عام 1956 لتعلم فنون الطباعة ، وفي عام 1961 سافر في بعثة إلى ألمانيا لإستكمال الدراسة في فنون الطباعة وتدرج في الوظائف الحكومية حتى وصل إلى منصب مراقب عام قسم الطباعة في وزارة الإعلام عام 1959 إلى أن تقاعد في 30 سبتمبر 1979 ، تزوج أربع مرات ولديه ثلاث بنات وولدين أكبرهم عدنان وأصغرهم بشار الذي يعمل في المجال الفني وله محاولات في كتابة الشعر وإعداد البرامج التلفزيونية ، ومنى وبيبي ، ومنال (فنانة تشكيلية خريجة جامعة الكويت ) .

وهو من أسرة فنية ، حيث أن أخيه ( أمير ) فنان تشكيلي وأيضًا قدم مسرحيات وأوبريتات بفن الدمى بشخصية ( بو زعلان ) ، كما أن إبن أخيه هو الممثل علي محسن ، وأيضًا إبن عمه المغني غريد الشاطئ ، وعن حياته الخاصة في عمر المراهقه بعمر الثامنة عشرة أحب سيدة تكبره بأعوام ، ورفضت أمّه الإرتباط بها ، وعليه قررت عائلته تزويجه إبنة خاله ليطلقها بعد إنجابها لأبنه الأول ، عن حقيقة الأمر كشف الفنان عبد الحسين مؤكدًا أنه بالفعل أحب سيدة متزوجة ولديها أبناء ، كانت تعامله بلطف كونه أكبر منها عمرًا ، وهو تفهّم هذا التعامل بصورة خاطئة ، ليترجمه على أنه حب على الرغم من عدم معرفتها بالأمر ، وعندما شعرت عائلته بإتجاهه نحوها ، تمّ تزويجه من إبنة خاله ، وعن سبب إنفصاله عنها قال : كنت أشعر كأنها أختي ولم يتمكن من إكمال مسيرة الزواج بعد أن أنجب منها طفله الأول عدنان ، ليقرر بعد ذلك إختيار شريكة حياته بنفسه .

تعرض لعدة أزمات صحية ، منها كانت بعام 2003 عندما تعرض لأزمة قلبية أثناء تصويره لمسلسل الحيالة نقل على أثرها إلى المستشفى وتبين إصابته بإنسداد في الشرايين ، سافر بعدها إلى لندن لإجراء جراحة عاجلة وعاد بعد شفائه لإكمال تصوير المسلسل ، كما تعرض لأزمة حادة في عام 2005 إثر إصابته بجلطة في المخ أدخل على أثرها العناية المركزة بمستشفى مبارك الكبير ونقل بعدها للعلاج في ألمانيا ، بعد الإنتهاء من مسلسل العافور أجرى عمليتي قسطرة للقلب في لندن عام 2015 ، في يوم 9 أغسطس 2017 تم نقله إلى المستشفى حيث تعرض لوعكة صحية شديدة في العاصمة البريطانية لندن ودخل العناية المركزة ، وتوفي في 11 أغسطس 2017 بعد تعرضه لجلطة حادة في القلب وتم دفنه في مقبرة الكويت ( الجعفرية ) في الصليبيخات .

كان القبر الذي لم يمض وقت طويل على رقاد صاحبه الذي وقفت عليه وكان مكتوبا على شاهده ( قبر المرحوم عبد الحسين عبد الرضا محمد عوض ) الفنان الكويتي الجميل أبو عدنان الذي أتحف المكتبة الفنية العربية بالعديد من المسلسلات والمسرحيات التي لا يمكن أن تتكرر لأنها أنتجت في ظروف خاصة ولأن فنانين مثل عبد الحسين يندر أن يتكرروا وقرأت الفاتحة عنده وتذكرت مسرحية باي باي لندن ومسلسل الحيالة الشهير والعشرات من المسرحيات والتمثيليات الناجحة .

وزرت قبر آخر هو قبر الفنان غانم الصالح حيث ولد في 13 مارس 1943 في منطقة ( صيهد العوازم ) قرب قصر السيف ، وكان والده يمتلك بقالة لبيع التمور والمواد التموينية ، تزوج في عام 1960 وله خمسة أولاد ، ساهم بتأسيس ( فرقة المسرح العربي ) عام 1961 ، عمل عام 1959 في وزارة العدل بمحكمة الإستئناف العليا كسكرتير جلسة في الأحوال الشخصية والجنايات حتى عام 1964 ، إنتقل بعدها إلى تلفزيون الكويت وعين مساعدًا لرئيس قسم التمثيليات ثم رئيسًا لقسم التمثيليات حتى تقاعد عام 1983 .

شكل خلال مشواره الفني ثنائيا مميزا ترك بصمة لدى المشاهد الخليجي مع النجمة القديرة حياة الفهد في عدد من الأعمال الفنية المميزة مثل خالتي قماشة ، الدردور ، رقية وسبيكة ، الغرباء ، خرج ولم يعد ، إليكم مع التحية ، عائلة فوق تنور ساخن ، الخراز ، زوجة بالكمبيوتر ، مسافر بلا هوية وغيرها وآخر عمل جمع بينهما ليلة عيد .

كان الراحل غانم الصالح قد نقل الى لندن يوم 9 أكتوبر لإستكمال علاجه من إلتهابات حادة في صدره أثر إصابته بسرطان الرئة ، وتوفي في العاصمة البريطانية يوم 19 أكتوبر 2010، أم صلاح شريكة الحياة لغانم منذ البداية وحتى النهاية عقيلة الراحل لم تهدأ دمعتها وآهات قلبها وشردت كثيرا وهي ترى شريطا سينمائيا يمر بسرعة خاطفة أمام ناظريها ، ذكريات الأيام السعيدة مع غانم الصالح الأب والزوج والصديق ورفيق رحلة الحياة الزوجية التى أقسمت إنها لم ترى يوما مرا طوال حياتهما الزوجية التي أمتدت أكثر من أربعين عاما ، لم ترى الزوجة أم صلاح يوما سوداويا كالذي يمر عليها بوفاة شريكها الذي هو محور حياتها ، فالقدر خطف الرجل الصالح الذي كان غير كل الازواج وغير كل الآباء وغير كل الأجداد ، والكثير من التعابير والأوصاف والذكريات قالتها عقيلة الراحل ، فكانت صالات البيت الواسعة تعج بنساء من كل الأعمار من الكويت وخارجها ، جئن لمؤازرة زوجة وبنات وشقيقات وكنات الراحل ( أطرقت رأسها للأرض وهي تبكي وتقول بكلمات هامسة يا ليتني مت قبله أصلا كان علي أنا أن أموت قبله .. لأنني صاحبة مرض سكر وضغط دم .. بينما هو لم يكن يعاني من أي شي .. لم تمر بحياتي كلها مثل هذه الفجيعة .. غانم كان الأب والأخ والصديق والحبيب والشريك .. لكن هذا أمر ربي اللهم لا إعتراض عليه ) . دفن في مقبرة الصليبيخات القريبة من المقبرة الجعفرية في الكويت .

في بغداد لا نقول لك يا غانم سوى نحن في أشد الحاجة لرؤيتك ورؤية أعمالك الرائعة ، لا نقول إنك رحلت في غفلة عنا فقد كنا ندعو لك بالشفاء وأنت تئن وتواجه الألم وتمضي في الحياة كمقاتل في ميدان معركة وقد أثقلته الجراح فيتعثر لكنه يقوم ثانية وكلما أصابه سهم أو طعن بسيف شعر بالموت يقترب لكنه يختار أن يجعل تلك اللحظات بمثابة الزمن كله .

وزرت قبر الفنان علي المفيدي الذي ولد 10 سبتمبر 1939 ، عمل بالإذاعة قبل الأنتقال إلى التمثيل ، إشتهر بدور ( قحطة ) بمسلسل درب الزلق ، وهو من جيل الرواد ، إشترك في دبلجة بعض المسلسلات الكرتونية ، فقام بتمثيل دور ( فارس ) في مغامرات عدنان ، وشخصية ( همام ) في الرجل الحديدي ، بدأ دراسته على يد ( المطوعة زهرة ) ( نسميها الملاية في العراق ) وتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن ، وبعدها أكمل تعليمه في معهد الدراسات التجارية في عام 1985، وتميز في إستخدام اللغة العربية واللغة الإنجليزية والطباعة على الآلة الكاتبة .

إبتدأ عمله في بلدية الكويت ، وبعدها أصبح موظفًا في بريد الصفاة وذلك من عام 1957 وحتى عام 1973 ، وكان يشغل منصب رئيس الفرز والتوزيع ، قبل أن ينضم إلى ( مسرح الخليج العربي ) في عام 1968 ، وقد درس مادة الإذاعة في المعهد العالي للفنون المسرحية لسنوات طويلة .

تزوج مرتين ، الأولى هي والدة أبنائه حسين وسليمان وخالد وخلود وأبرار ونرجس وسهير ، وكانت زوجته الثانية هي الإعلامية مي العيدان ، وكان زواجهما عام 1996 ، وإنفصلا عام 2006 ، عاني من بعض المشاكل الصحية ، ففي 27 أكتوبر 2006 تم إرساله من قبل أهله إلى الولايات المتحدة للقيام ببعض الفحوصات ، وحين وصل إليها ظل يستخدم جهاز الأوكسجين للتنفس ، وفي يوم 27 أكتوبر 2008 أدخل العناية المركزة في مستشفى الخالدي في عمّان بعد أن قام بعملية في الحنجرة أدت إلى تدهور حالته ، وعانى أيضا من نزيف في المعدة أدى إلى إصابة رئته بشكل حاد مما أدى إلى وفاته في 28 أكتوبر 2008 .

تم جلب جثمانه من عمان إلى الكويت في يوم 29 أكتوبر 2008 على متن طائرة الخطوط الجوية الكويتية ، وتم إستقبال جثمانه في صالة التشريفات في مطار الكويت الدولي ، وكان قد أوصى بأن يدفن بجانب الشيخ جابر الأحمد الصباح في مقبرة الصليبيخات ، وقد دفن جثمانه في يوم الخميس 30 أكتوبر 2008 وسط حضور عدد من الفنانين مثل إبراهيم الصلال ومحمد المنيع وغانم الصالح ومحمد جابر وداود حسين وعبد الرحمن العقل وحمد ناصر وإبراهيم الحربي وعبد العزيز المسلم وطارق العلي وعبد الله عبد الرسول ونبيل الفيلكاوي ، دفن في مقبرة الصليبيخات .

يا علي المفيدي أنا من بغداد أقول أنت إبن الحياة والماضي الجميل والحب الصادق والفن الراقي وحنين الأمنيات والذكريات وبريق الضوء الذي يتغلغل في أعماقنا وينشر فيها نور المحبة والسرور الذي لا يخبو .. وختاما نقول سيبقى يوم وداعك حزين كل يوم وكل عام .

وزرت قبر الفنان خالد النفيسي الذي ولد في 26 يناير 1937 ، كان الراحل من الذين ساهموا في تشكيل بدايات الملامح الفنية في منطقة الخليج ، ودامت مسيرته الفنية من عام 1956 حتى عام 2005 ، في آخر أعماله عديل الروح و فريج صويلح ، درس خالد في مدرسة الأحمدية ، وإنضم بعدها لفريق الكشافة ، وكان معه الفريق محمد النشمي ، وتم الإعداد لمسرحية بعنوان ( ضاع الأمل ) وذلك ضمن أنشطة المسرح المدرسي لعام 1953 ، إلا إن المسرحية رأت النور على مسرح مدرسة الصديق بإشراف المسرحي المصري زكي طليمات وذلك عام 1957 بمشاركة مع صالح العجيري وعقاب الخطيب وسعد القطامي ، وفي عام 1962 شارك بمسرحية صقر قريش والتي تعتبر أول عمل مسرحي جماهيري في الكويت ، وقد ساهم بتأسيس فرقة المسرح العربي .

أعلن في الكويت عن وفاة خالد إثر مصاعب صحية في القلب والتنفس وتعطل عمل بعض الوظائف العضوية في جسمه ، وقضى النفيسي فجر اليوم في مصحة الرباط حسان في العاصمة المغربية الرباط عن 73 عاماً , تاركاً وراءه الكثير من الأعمال الفنية التي إرتبطت بذاكرة الشارع الخليجي منذ العام 1957 ، وكان النفيسي تعرض إلى أكثر من أزمة صحية في السنوات الأخيرة إستدعت خضوعه للعلاج في الكويت وإنكلترا والولايات المتحدة , وقد تعرض إلى جراحة في الفم قبل نحو عامين لإستئصال ورم سرطاني , ما أثر كثيراً على قدرته في التحدث وأداء الأدوار الدرامية في المسلسلات الخليجية ، وإشتهر الفنان النفيسي الراحل بأداء الكثير من الأدوار التي ما زالت عالقة في أذهان متابعي الدراما الخليجية كشخصية أبو صالح في مسلسل درب الزلق بمشاركة رفاق دربه عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وعلي المفيدي والمسلسل الاجتماعي إلى أبي وأمي مع التحية , فضلاً عن أداء أدوار متميزة في مسرحيات حامي الديار و حرم سعادة الوزير و دقت الساعة , وفيلم الصمت الذي يعتبر أول عمل سينمائي خليجي تعرفه دور السينما العربية ، وظهر النفيسي للمرة الأخيرة على شاشة التلفاز في تشرين الاول 2006 ) عندما قام بدور البطولة في مسلسل عديل الروح الذي قامت بتأليفه الكاتبة فجر السعيد , ولم يكن الممثل الراحل يعلم أنه سيودع أنصاره بلعب دور الوزير في المسلسل الذي أثار كثيراً من ردود الفعل , ما جعل الصحف الكويتية تطلق عليه لقب الوزير العاشق ، وشاءت الأقدار أن يرجع خالد النفيسي إلى بيته في حي الرياض أحد أهم الأحياء في العاصمة المغربية الرباط قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في أحد مستشفياتها ، ولم يترك وراءه أبناء بعدما عرف تجربة زوجية قصيرة لم يكتب لها النجاح في مطلع الستينات , ما جعله يمضي ما تبقى من حياته عازباً ومكتفياً بتبني طفلتين مغربيتين وتولي مهمة تربيتهما خلال فترة حياته التي قضاها في المغرب ، وأوضح الطبيب المغربي الذي أشرف على علاج الفنان الراحل أنه كان يعاني من مضاعفات في القلب و مشاكل في التنفس والرئة ، وأضاف الطبيب المتخصص في الإنعاش والتخدير في تصريحات صحافية أن الراحل دخل المصحة وتوفى ، يذكر أن وفاة الفنان خالد النفيسي حدثت بحضور السفير الكويتي لدى المملكة المغربية صلاح محمد البعيجان وزوج شقيقة الفنان الراحل ، توفي أثر أزمة قلبية في الرباط بالمغرب في 27 مارس 2006 ، وتم نقل جثمانة إلى الكويت وشهد مواراة جثمانه الثرى حضور رسمي وفني كبير وتم دفنه في مقبرة الصليبيخات .

يا خالد النفيسي عندما كنا نتابع أعمالك الفنية الرائعة في تلفزيون بغداد كنت تملأ نفوسنا برغبة التواصل مع الحياة وعدم الإستسلام للمصاعب وكنت تدفعنا إلى المزيد من الصبر دون تردد أو كسل أو خوف من مجهول ، إنك فنان رائع وإنسان ممتليء بروح المحبة والأخوة والطموح رحلت عنا بطريقة أحزنتنا وتركت فينا وجع كبير و حفرت في قلوبنا صورة مؤلمة لا تزول .

هؤلاء النجوم الأربعة إجتمعوا في مسلسل خالتي كماشة مع إن الجميع عملوا مع بعض في أدوار مختلفة فنية ورائعة ، الموت تدبير رباني ينفرد بالخلائق ويسحبهم إلى الظلام وينهيهم ولا يبقى منهم سوى الذكرى ، وداعا لرجال السخرية الناجحة والهادفة والرائعة .. سنحزن عليكم لفترة ممتدة .. تأكدوا من ذلك .


Firashamdani57@yahoo.com

google-playkhamsatmostaqltradent